كيفية التعامل مع الأخت الحاقدة على أختها؟
2003-11-02 07:39:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أؤدي جميع فرائض الله، وراضية بما يعطيه لي، وجميع من يعرفني يحبني ويحترمني لأني أخاف الله في تصرفاتي، ولكن مشكلتي هي أختي، فهي حقودةٌ وغيورة، ولا تحب أحداً، وهي توقع الآن بيني وبين أبي وأمي وتشتمني وتدعو علي، وهم يصدقونها بالرغم من أنهم يعرفون صفاتها، ولكنها لئيمة، ولقد بدأت أكرهها وأدعو عليها بأن يعطيها الله على قدر ما تفعله، وأبي وأمي يقولان لي: سامحيها لأنها لم تتزوج. وأنا لا أستطيع مسامحتها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الكريمة! أسأل الله العظيم أن يطهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد، وهذه أمنية الأخيار الذين يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا)[الحشر:10].
أرجو أن تحافظي على مشاعر الخوف من الله، ففيها نجاح الدنيا وفلاح الآخرة، وإذا كف الإنسان أذاه عن الناس فتلك صدقة منه على نفسه، ومن كمال أخلاق المسلمة أن تعفو عمن ظلمها، وتصل من قطعها، وتعطي من حرمها، خاصةً إذا كان هذا المسيء شقيقاً أو قريباً، قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[الأعراف:199].
وعندما ينجح الإنسان في حياته وينال محبة الناس يكثر حساده، ولكل نجاح في الحياة ثمن، ولكن من حقارة الحسد أنه يكون في أمور الدنيا؛ لأنها تضيق بالمتنافسين، بخلاف الآخرة التي للأخيار فيها ما يشاءون ولدينا مزيد، ولن يضرك هذا الحسد والحقد، كما قال بعض الحكماء لمن قال له إني أحسدك فقال له: ما نفعك الله بذلك ولا ضرني.
والحسد يتحول إلى حقد عندما يعجز الإنسان عن كتمانه، فيظهر في تصرفاته ويتحول إلى تشف وعدوانية، ولكن العلاج يكون بالإحسان لهذه الشقيقة والعطف عليها، وتقدير الظروف التي تحيط بها، وعليك أن تسألي الله لها الهداية، ولا تعطي للشيطان فرصة.
أما جذور هذه المشكلة فقد تكون بسبب عدم العدل من الوالدين بينك وبينها في الصغر، وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)، وربما كان السبب هو التفوق الدراسي والنجاح في الحياة، أو ثناء الناس عليك، أو غير ذلك من الأسباب، وما أكثر مداخل الشيطان.
ونحن نوصيك بمسامحتها والشفقة عليها، وقلّ أن يخلو بيتٌ من خلافٍ بين الشقيقات، ولكن من واجبنا أن نتذكر روابط الأخوة والإسلام الذي يؤلف بين القلوب، وخيرٌ لك أن تطيعي والديك وتتحملي، وسوف يجعل الله بفضله بعد عسرٍ يسراً، ولا يجوز أن نقابل الشر بمثله، ولكن الكمال أن نعفو ونصفح.
والله الموفق.