الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سارة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك لست وحدك الذي تعاني من هذه الوساوس وهذه المخاوف، فنحن نعيش في زمان تبدلت وتغيرت فيه أحوال الناس، وأصبح القلق والتوتر يسيطر على كثير من مناحي حياة الناس، وأصبح الخوف من المرض أحد أهم أنواع القلق التي نشاهدها كثيراً، حيث إن موت الفجأة قد كثر، وأن الأمراض أيضاً قد كثرت وانتشرت، وإن كانت طرق فحصها وتشخيصها ربما تكون أيضاً قد سهلت وأعطت انطباعاً أن الأمراض كثيرة ومنتشرة.
وعموماً الذي أنصحك به هو أولاً أن تعرف أن الخوف من المرض أو الخوف من الموت لا يقدم ولا يؤخر ثانية واحدة في وقوع المرض أو في حدوث الموت، وبالنسبة للمرض لا شك أن الإنسان مطالب بأن يتخذ تحوطاته المعقولة وأن يبحث عن أسباب العلاج، وأن يعلم أن لكل داء دواء، وهذا في رأيي يكفي.
وعلى الإنسان أيضاً أن يدعو الله دائماً أن يحفظه، وعليه أن يكون أكثر توكلاً، وأعرف أنك على قناعة بهذا، ولكني أريدك أن تعيشه بكل تأمل وكل قناعة أن الإنسان لن يصيبه إلا ما قد كتبه الله له، وهناك أذكار وأدعية فيها حفظ للإنسان، وعليك بالمداومة على الرقية الشرعية، وعليك أن تسأل الله في صلواتك وفي سجودك أن يحفظك من كل مكروه، (اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً)، (اللهم إني أعوذ بك من البرص، وأعوذ بك من الجذام، وأعوذ بك من الجنون، وأعوذ بك من سيئ الأسقام).
وحين نتأمل في هذه الأدعية الطيبة التي رويت عن الرسول صلى الله عليه وسلم تشعر أنها تحمل معاني عظيمة، معاني شاملة، تصور الجزئية التي وردت في الدعاء والتي تقول: (وأعوذ بك من سيئ الأسقام)، هذا يشمل كل شيء، يشمل السرطان، أمراض القلب، وكل ما هو سيئ، فعلى الإنسان دائماً أن يسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يداوم على أدعية وعلى أذكاره، وهذه نصيحة حقيقة لي أولاً ولك ثانياً ولجميع المسلمين، فأرجو أن تأخذ بها بارك الله فيك.
وهناك آليات مهمة تساعد الإنسان على لتخلص من هذه الوساوس والمخاوف، وهي:
(1) لا تتردد كثيراً على الأطباء، ولكن اذهب إلى طبيب الأسرة الذي تثق به وكان لك معه مقابلات دورية مرة كل ثلاثة أشهر أو مرة كل ستة أشهر – على سبيل المثال – ليقوم بإجراء الفحوصات الروتينية العادية وإجراء الفحص الطبي الذي من خلاله يتأكد من وظائف الكبد والقلب والكلى وضغط الدم والسكر وهكذا، هذا وجد أنه مفيد جدّاً حتى وأنت حين تحس أنك في صحة جيدة وبخير اذهب إلى الطبيب ما دام هو موعد فحصك الدوري.
(2) أنصحك أيضاً بأن تمارس الرياضة؛ لأن ممارسة الرياضة حين تؤديها بصورة صحيحة تُشعرك بأنك سليم؛ لأن الشخص غير السليم لا يستطيع أن يتريض، وهذا الشعور إن شاء الله يبني لديك تفاعلا قوياً ضد الخوف من المرض، وفي ذات الوقت وجد أيضاً أن الرياضة تساعد كثيراً في تقوية الصحة النفسية بصفة عامة وأنها تمتص الطاقات النفسية السالبة، خاصة طاقة الخوف والقلق الزائد، فكن حريصاً على ذلك.
(3) سوف أصف لك أحد الأدوية المضادة للوساوس وللقلق والخوف، هذا الدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، هو من الأدوية الجيدة والفعالة جدًُّا، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين (مائة مليجرام) - ويمكن أن تتناولها أيضاً ليلاً - واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفّض الجرعة إلى خمسين مليجراماً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا الدواء هو العلاج الضروري والأساسي لحالتك، وبجانبه يوجد علاج دوائي آخر نعتبره مساعداً لمثل حالتك، هذا الدواء يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تبدأ في تناوله أيضاً بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراماً صباحاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذه الأدوية إن شاء الله فعالة وممتازة وجيدة وسليمة، فأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد وتتناول الدواء بالصورة التي وصفناها، ونسأل الله أن يعافيك وأن يشفيك وأن يحفظك ويحفظ جميع المسلمين، ويرجى مراجعة هذه الاستشارات حول كيفية الرقية الشرعية: (
237993-
236492-
247326).
وبالله التوفيق.