كيفية تصويب أخطاء والديّ دون التعالي عليهم
2003-07-11 11:56:48 | إسلام ويب
السؤال:
كيف يمكن أن أتمالك نفسي وأسيطر على مشاعري إذا صدر من أحد والدي خطأ في حق الله أو في حقي أو في حق أحد إخواني؟ وكيف يمكن أن أصحح لهم الخطأ دون التعالي عليهم، مع صعوبة تقبلهم للنصح؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته وبعد:
أختي السائلة: إن المسلم يبحث عن رضا الله ومحبته، وأن يحقق الخيرية في نفسه ويكون خير الناس أو خيرهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس أحسنهم خلقاً ) وهو يبحث عن الأجر العظيم، والمسلم لا يكون حسن الخلق لكي يكسب مصلحة وإنما يفعل ذلك ليكسب رضا الله تعالى، وهنا تستمر الأخلاق الحسنة سواءً رضا الناس أم لم يرضوا، تحسنت العلاقة أم لم تتحسن، كسب الود أم لم يكسب، وهذا هو ضمان الاستمرارية، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار) وقال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس).
واعلمي أن والديك لهما حق عليك، وطاعتهما واجبة، ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)) فصحبتهما واجبة، ولكن إذا انتهكت حرمات الله، فحاولي أن تصوبي خطأهما بالتي هي أحسن وبالكلمة الطيبة.
واعلمي يا أختي أن من طباع البشر أنهم لا يحبون أن يقال لهم مباشرة أفعل كذا، لا تفعل كذا، ولكن من الأحسن أن تقدم لهما النصيحة بطريقة ألطف فإن ذلك أدعى للقبول، وحاولي أن تتغاضي عن عيوب والديك، وانظري إلى حسناتهم أحياناً؛ لأنه لا أحد يسلم من العيوب، فلا يوجد أحد منا إلا ولديه عيوب، ولكن يجب أن تكون هناك الحكمة والموعظة الحسنة في معالجة هذا العيب، ومدحهم على الفعل الطيب بتقديم لهم هدايا قيمة، يقول سعيد بن المسيب رضي الله عنه: ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا فيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم) يقول الشاعر:
لا يزهدنك في أخ لك أن تراه زل زلة
ما من أخ لك لا يعاب ولو حرصت الحرص كله
حاولي أن تسمعي إلى حديثهما وعما يشغل بالهما، وتشجعيهما على أن يحدثوك عن أنفسهما، وفي هذه الحالة تجعليهما قريبين منك، وتتوطد أواصر المحبة بينكما، ويشعران أيضاً بروح التعاطف معك.
وإذا أردت أن تصوبي خطأهما يكون ذلك دون إحراج لهما أو جرح مشاعرهما، فابدئي بالإيجابيات ثم صححي ما يلزم، فيكون ذلك أدعى لتقبل الحديث دون الدخول في جدل لا طائل من ورائه.
وفقك الله يا أختي لإعانة والديك وطاعتهما، وبالله التوفيق.