الموقف من طلب الزوجة الطلاق لبخل زوجها وكذبه وضعف أدائه الجنسي
2003-05-07 10:56:14 | إسلام ويب
السؤال:
زوجي غبي جداً، مشاعره العاطفية جامدة، لم أسعد يوماً واحداً في زواجي معه، إضافة إلى أنه سريع القذف، حاولت أن أساعده بطرق مختلفة وأقربه مني لكن دون جدوى، وفترة الجماع عنده لا تتعدى الخمس دقائق، ويتم دون موافقتي، يعني: اغتصاب، وعندما أطلب منه يقول: إنه تعبان، وعندما أطلب منه ألا يستعجل في الايلاج يقول: لا أستطيع، هو كريم مع الناس ومع أهله وبخيل معي أنا عاطفياً ومادياً، بالإضافة إلى أنه كثير الكذب، وعندما أقول له: الكذب حرام يقول: أنا أمزح!
طلبت منه الطلاق قبل أن أحمل منه ولكنه رفض، وأحيطكم علماً أني أجهضت مرتين بسب معاملته، والآن وبعد أن نفد صبري أفكر في الطلاق، ولكن ابنتي هي سبب عرقلة الطلاق، أريدها أن تعيش بين أمها وأبيها مثل ما عشت أنا، ولكني لا أستطيع أن أتصنع الاحترام لزوجي فأنا لا أعتبره موجوداً في حياتي، مع أني ما زلت أحاول الإصلاح ولكنه غير متعاون معي، أرجوكم ساعدوني فصحتي تتدهور يوماً بعد يوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه بدايةً ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسعدنا أن نتلقى رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع، كما نسأله جل جلاله أن يصلح لك زوجك، وأن ترفرف السعادة والاستقرار على أسرتكم الكريمة، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فيبدو أن زوجك ضحية تربية غير مكتملة، وضحية أفكار غير طبيعية عن العلاقة الجنسية، ويعاني من مشاكل نفسية تؤدي به إلى خوفه من الفشل في الجماع، مما يؤدي إلى حرصه على الانتهاء من الجماع بأسرع ما يمكن، وهذه كلها أمور لها علاج ومتوفر الآن في كل بقاع الدنيا، وبمقدوره أن يراجع الأطباء والأخصائيين، وسيجد العلاج المناسب إن شاء الله، فعملية القذف السريع لها أسبابها وعلاجها المتوفر، ولكن لكي يقدم على هذه الخطوة يحتاج إلى تشجيع منك وحسن سياسة؛ لأن كثيراً من الرجال يعتبرون مجرد الذهاب إلى أخصائي في هذا المجال طعناً في رجولته، وتشكيكاً في فحولته، خاصةً من يعتقد أنه طبيعي وأنه ليس لديه مشكلة، وأن الطرف الأخر هو صاحب المشكلة، وهنا يصعب الحل، لذا أقول: لابد لك من محاولة إقناعه بكل سياسة وحكمة وإقناع، ولا تتهميه بالضعف أو تضييع حقك، وإنما قولي له بأن هذا العلاج سيزيد من قدراتك، وتكون أحسن وأفضل، فأنت الآن على خير ولكن لماذا لا نطور الأداء، ونحسن الموجود؟ وبذلك يمكن إقناعه ويتحقق المطلوب.
وأحب أن أؤكد على أهمية دورك في تحقيق هذه المهمة، وضرورة تناسي هذه السلبيات التي أشرت إليها، مع اعتذاري لك وأسفي الشديد: ما كنت أتمنى أن تصدر منك هذا الألفاظ عن زوجك؛ لأنها ليست طيبة في حقك، فأي امرأة فاضلة مثلك يمكنها أن تقول عن زوجها بأنه غبي جداً؟! هذه عبارات غير مشروعة وغير لائقة، وتحتاج منك إلى توبة واستغفار؛ لأنها لا تجوز شرعاً، وسيحاسبك الله عليها يوم القيامة، فتوبي إلى الله واستغفريه من هذه الألفاظ، وأتمنى أن تطردي عنك هذه الأفكار الانهزامية والتشاؤمية؛ لأنها تؤثر في قدرتك على الحل والمساعدة، واتركي عنك روح اليأس والقنوط، وتحلي بحسن الظن والأمل، ولا تنظري هذه النظرة السوداوية، وانظري إلى الأمور نظرة المؤمنة الواثقة من نصر الله وتأييده وقدرته على تغيير كل شيء إذا قمنا نحن بتغيير أنفسنا، عملاً بقوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11]، فلا تستسلمي ولا تيأسي، ولا تتخلي عن مملكتك، ولا تفرطي في عشك، وقاومي الفشل بكل ما أوتيت من قوة، واستعيني بالعلي الأعلى جبار السموات والأرض الذي لا يقهر، ولا تفكري في الفشل أبداً، فإذا لم توفقي في طريقة فابحثي عن طريقةٍ أخرى، وأكثري من الدعاء والاستغفار وصلاة الاستخارة في أمورك كلها.
غيري طريقة تعاملك مع زوجك، استعملي وسيلة أفضل في التعامل، تزيني وأحسني استقباله عند حضوره من خارج المنزل، غيري طريقتك في الحديث والحوار، ولا تعاتبيه أو تأنبيه على تصرفاته التي لا ترضيك، اعلمي أنك بذلك تحافظين على بيتك وأسرتك من الدمار وابنتك من الضياع، وهذا ليس ضعفاً أو جبناً أو خوفاً، وإنما هو عين الشجاعة والقوة؛ لأن زوجك بتصرفاته غير المرضية قد يعرض ابنته للخطر وسفينته للغرق، وأنت المنقذ الوحيد بعد الله، فقومي بدورك في التغيير والإصلاح، وثقي في قدرتك على ذلك، واطردي عنك شبح الفشل أو الطلاق، وإنما رددي بين نفسك: حياة مستقرة وسعيدة إلى آخر العمر بإذن الله.
وبهذه النفس الجديدة والرغبة الصادقة سوف تغيرين زوجك، وتحافظين على عشك، وتستقرين في بيتك، وتسعدين بأولادك، مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك.
والله الموفق.