تكرار الوقوع في الذنوب والمعاصي بعد الندم والتوبة
2003-05-02 11:17:23 | إسلام ويب
السؤال:
أنا في حيرة من أمري، فأنا دائماً أقع في الذنوب بسهوله، ثم أرجع وأندم على ما عملت، مع العلم أن أي فعلٍ فعلته وأحست بأنه غلط أصلي لله ركعتين وأستغفره، لكن المشكلة أني أقع في ذنب أو ذنبين دائماً، وكلما أعملهما أتضايق من نفسي جداً وأتوب إلى الله، وتكون نيتي أني لا أرجع إلى الذنب مرةً أخرى، ولكني أيضاً أقع فيه، حتى أني أحس أني منافق، وأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل مني استغفاري وتوبتي، وقد تعبت نفسياً جداً، ودائماً أدعو الله أن يقويني، لكن المشكلة أني لا أثق في نفسي، فما هو العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز الأستاذ / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
بدايةً إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ولدي الكريم محمد بين أهلك وإخوانك، وكم يسعدنا أن نستقبل أسئلتك في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظك من المعاصي صغيرها وكبيرها، وأن يتوب عليك.
ولدنا محمد! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجب ربنا من شاب ليس له صبوة). والعجب هنا متضمن للرضا والقبول. والصبوة أي: المعاصي والذنوب. وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشابٌ نشأ في طاعة الله)، وفي رواية: (في عبادة الله).. الخ فهذا هو النموذج الإسلامي الأصيل للشاب المسلم، ويجب على كل شاب أن يحرص أن يكون كذلك، وأن يدعو الله أن يعينه على ذلك، وإذا حدث أن وقع الشاب في أي مخالفة أو معصية أو ترك واجباً من الواجبات وجب عليه أن يبادر ويعجل بالتوبة والرجوع إلى الله، والاعتذار الشديد للملك سبحانه، ويلح في الدعاء أن يغفر الله له ويتوب عليه، فالواجب عليك ولدي محمد ما يلي:
1- الجد والاجتهاد والحرص الشديد على عدم الوقوع في المعاصي مهما كانت.
2- البعد عن المواطن والأماكن التي يسهل عليك فيها الوقوع في المعصية.
3- هجر واجتناب الشباب أو الأشخاص الذين قد يزينون لك الرجوع إلى المعاصي ونقض التوبة.
4- قلل قدر استطاعتك من الوحدة أو الخلوة، ولا تطل المكث وحدك في الحمام أو غيره، واترك باب غرفتك مفتوحاً قدر استطاعتك.
5- أكتب في مكان بارز أمام وجهك أو في غرفتك عبارة تدل على توبتك وخوفك من الله جل جلاله، كقوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ))[البقرة:222] أو : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ))[التحريم:8] أو قوله: (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ... ))[النور:31] أو قوله صلى الله عليه وسلم: ( من تاب تاب الله عليه ). أو غير ذلك من الآيات أو الأحاديث أو الآثار الطيبة التي تذكرك دائماً بالتوبة.
6- أكثر من الاستغفار على قدر استطاعتك بأي عدد من الأعداد، خاصةً سيد الاستغفار صباحاً ومساءاً.
7- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذلك.
8- إذا كان لديك وقت فحاول أن تقرأ في سيرة السلف الصالح، ككتاب سير أعلام النبلاء، أو كتاب صفة الصفوة أو حياة الصحابة، أو غيرها من المراجع والكتب المفيدة.
9- رغم رجوعك عن التوبة فلا تفقد الثقة في نفسك، وحاول أن تعطي رسائل إيجابية، مثل أن تقول يومياً " أنا أخاف الله " 14 مرة، أو عبارة: "المعاصي محرمة" كذلك 15 أو 14 مرة، أو غيرهما من العبارات، على ألا تستعمل أسلوب النفي، وإنما استعمل دائماً العبارات المثبتة، مثل: "أنا أخاف الله"، أو: "المسلم يخاف الله"، أو: "أنا تائبٌ ومستقيم". وتكرر هذه العبارات لمدة شهر مثلاً قبل النوم، وستجد نفسك وقد تركت المعاصي تلقائياً بعد الأخذ بالأسباب التي ذكرتها لك.
10- إذا كان لك والد أو والدة أو تعرف رجلاً صالحاً فاطلب منهم الدعاء لك بالصلاح والاستقامة على الدين. مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.