طرق علاج مرض الفصام والتعامل مع المريض
2009-11-04 11:39:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخ تغير بدرجة كبيرة عن السابق، كان محافظا على الصلاة، حسن الخلق، ومجتهداً في دراسته رغم ضعفه في التحصيل بسبب تأخر الفهم لديه وقلة التركيز.
الآن أصبح لا يُصلي أبداً ولا يحب سماع القرآن، ولاحظنا عليه كثرة الغناء بينه وبين نفسه وحب الاستماع له كثيراً بينما في السابق لم يكن كذلك، وأحياناً يصفق ويحدث أصواتاً أخرى، كما أنه مُهمل لهندامه ونظافته الشخصية، هذا إلى جانب إطالة الوقوف خارج المنزل إلى أن تتورم قدماه.
قد أخذناه إلى المشفى وشخصت حالته بالذهان أو ما يسمى بالفصام، وهو مستمر إلى الآن بأخذ الدواء الخاص بهذا المرض.
في إحدى المرات سأل والدتي عن العمليات فيما إذا كانت تؤلم أم لا، وأيضاً سأل عن الموت والقبر، وهل هما يؤلمان الشخص ويسببان له الضرر؟ وهذا ما أخافنا كثيراً لأننا نعتقد بأنه يفكر بالموت أو الانتحار!!
كما أنه مؤخراً أصبح لحوحاً في العودة إلى المشفى، أو الذهاب لأي مكان غير المنزل! فهل تفيدني -رجاء- بتشخيص لحالته؟ وهل هي حقاً ذهان أو فصام؟ وماذا يتوجب علينا فعله له، أي معاملته وما إلى ذلك؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
من السرد الواضح والدقيق حول حالة أخيك والذي أوردته في رسالتك، أقول لك: إن هذا الأخ يوجد احتمال كبير جدّاً بأنه يعاني من مرض الفصام، ومرض الفصام هو أحد الأمراض الذهانية الرئيسية.
إذن: نقول لك إن مرض الفصام من الناحية التشخيصية هو أحد الأمراض الذهانية، أي الأمراض العقلية، وتوجد أمراض ذهانية أو عقلية أخرى.
إذن لا يوجد اختلاف أصلاً فيما بين مرض الذهان ومرض الفصام، حيث إن الفصام هو جزء من مرض الذهان كما ذكرت لك، والمرض من هذا النوع حدثت الآن تغيرات كبيرة في طرق علاجه، حيث إن العلاج الدوائي قد تطور جدّاً، ومن المهم أن يتناول الجرعة العلاجية بانتظام، وأن يكون هنالك نوع من الصبر في ذلك.
مرض الفصام أو مرض الذهان من هذا النوع يتطلب العلاج لمدة طويلة، وبما أن هذا الأخ حفظه الله كان في الأصل محدود الذكاء كما ذكرت في رسالتك فإنه قد يتدهور اجتماعياً أيضاً؛ لأن مرض الفصام من الأمراض التي تُخل بعلاقات الإنسان الاجتماعية، وذلك بجانب الاضطراب في الأفكار وفي التصرفات وربما توجد بعض الهلاوس.
الاستمرار على الدواء مهم كما ذكرت، والدواء يفيد كثيراً، أو على الأقل أنه يمنع التدهور.
هنالك الوسائل العلاجية الأخرى وهي مهمة جدّاً أيضاً ونسميها (العلاج بالتأهيل)، ونعني بذلك أن نساعد الإنسان ليستعيد مهاراته السابقة التي افتقدها بفعل المرض، وكذلك أن ينمي مهارات وكفاءات جديدة، خاصة على النطاق الاجتماعي.
مثلاً هذا الأخ لابد أن نساعده وأن نوجهه في الاهتمام بمظهره، والاهتمام بنظافته الشخصية، ضرورة أن يُبدل ملابسه، وهكذا.
هذه لا تكون بالتوجيه اللفظي فقط؛ لأن التوجيه اللفظي لا يفيد كثيراً مع مرضى الفصام، إنما يكون هناك تدخل فعلي لتأهيله.
هنالك أمر أيضاً هام وضروري وهو أن نجعله يتفاعل اجتماعياً؛ لأن هؤلاء المرضى دائماً يحبذون الانسحاب الاجتماعي، لديهم رغبة شديدة جدّاً في الانفراد بذواتهم وعدم الاحتكاك أو التفاعل مع الآخرين، هنا لابد ولابد أن نكون حذرين؛ لأن الانسحاب الاجتماعي إذا لم يُوقف سوف يؤدي إلى المزيد من التدهور في الصحة النفسية والعقلية له، لابد أن يشارك اجتماعياً في الأفراح وفي الأتراح وأن يخرج لزيارة الأهل والأصدقاء والأرحام، ونتيح له أيضاً الفرصة لأن يرفع عن نفسه بما هو مشروع، ولابد أن نشعره أيضاً بكينونته ووجوده داخل المنزل، هذا مهم، يجب ألا يُهمّش، يجب ألا يتم تجاهله؛ لأن ذلك حقيقة من التدهورات السلبية والسلبية جدّاً التي قد تحدث مع مرضى الفصام.
إذن: أخي الكريم، الموضوع أقول لك:
أولاً: إن هذا الأخ - شفاه الله – يعاني من مرض الفصام.
ثانياً: أن مرض الفصام هو نوع من أنواع مرض الذهان.
ثالثاً: ضرورة أن يتناول علاجه بانتظام.
رابعاً: من الضروري جدّاً السعي لتأهيله حسب الإرشادات البسيطة التي ذكرتها لك مسبقاً.
نسأل الله له العافية والشفاء، ونسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم وأن يكتب لكم الأجر، وعليكم مساعدته، وبالله التوفيق والسداد.