نصيحة صديق بشأن السهر
2009-07-15 12:57:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لكم أيها الإخوة القائمون على هذا الموقع المميز والمفيد، الذي أسأل الله أن يديم فضله وخيراته على الناس أجمعين، أما بعد:
فلدي أصدقاء كثر ولله الحمد، تعلمت بفضلهم أساليب المحبة والأخوة في الله ومعاني الأخلاق، لكن أحد أصدقائي المقربين لديه عادة ليست بجيدة، وهي أنه يحب السهر حتى وقت متأخر، أنصحه دوماً بعدم السهر، لكنه يجيبني بأنه يسهر ليحظى بقليل مما يسميه بالحرية في بيته.
والمشكلة أنه يسهر على مشاهدة الأفلام والمسلسلات الأجنبية، أو ممارسة الألعاب الالكترونية، أسأله أحياناً كيف يوافق أهلك على ما تفعل، فيجيب أحياناً أنهم لا يدرون بأني أسهر، وأحياناً أخرى يجيبني بأنهم يوافقون على ذلك، سألته أيضاً هل ستقضي الإجازة الصيفية بالسهر، فأجابني بالإيجاب.
علماً بأنه طالب متفوق جداً، وقد نصحته مرات عدة بأن السهر له تأثيرات سلبية على الصحة، لكنه يتقبل نصيحتي بصعوبة، وأحياناً لا يتقبلها، فأريد مشورتكم ورأيكم، وهل هناك من طرق أخرى لنصحه؟ وقد بحثت عن أدعية أدعي بها لأصدقائي لكنني لم أجد، فهل هناك أدعية مخصصة لهم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنيئاً لك بأصدقائك الأخيار، وأبشرك بما قاله الفاروق رضي الله عنه عن الصديق الصالح حيث قال: (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام عطاءً أفضل من صديق حسن) وأحسن من قال: أخاك أخاك من نصحك في دنيك، وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرك ومنّاك.
وقد أسعدنا نصحك لهذا الصديق، وهكذا ينبغي أن تكون الصداقة، وليت صديقك علم أن السهر سبب للخسارة، وهو مضر من الناحية الصحية، وسوف يؤثر على مستواه العلمي، وأخطر من ذلك أنه قد يكون سبباً لضياع صلاة الفجر.
ولا يخفى عليكم أن الله سبحانه جعل الليل لباساً، ولذلك فإن الساعة في الليل لا تعادلها عدد الساعات في النهار، وليته عندما سهر سهر في أمر يرضي الله، وأرجو أن يعلم أن فتاة توفيت قبل مدة والريموت في يدها، فكيف ستلقى الله؟ والمرء يبعث على ما مات عليه.
كما أرجو أن تنصحه بطاعة أهله إذا طلبوا منه عدم السهر، أو رغبوا في أن يقوم بأي طاعة لله، وعليه أن يراقب الله الذي يعلم السر وأخفى، مع ضرورة أن يدرك الجميع خطورة وجود هذه الأجهزة في الغرف المغلقة.
وهذه وصيتي لكم جميعاً بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة الاستمرار على التناصح، وتأسيس هذه الأخوة على التقوى والإيمان، فإن كل علاقة لا تقوم على ذلك وبال على أهلها في الدنيا، وعداوة وبغضاء في الآخرة، قال تعالى: (( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))[الزخرف:67]، نسأل الله أن يديم أخوتكم في الله ولله وعلى مراد الله.
وبالله التوفيق.