الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا بد أن يكون هنالك سبب لعدم المقدرة على التركيز، فنحن نقول إن الشخص إذا كان مستواه جيداً أو ممتازا ثم بعد ذلك بدأ نوع من التراجع في المستوى، فلابد أن يكون هنالك سبب لذلك: هل هو مجرد إدمان، هل يوجد قلق أو توتر، هل يوجد اكتئاب نفسي، هل الظروف الحياتية في المنزل غير مواتية، هل هنالك أي نوع من الضغوطات النفيسة؟
هذه الأشياء كلها لابد أن ننظر فيها، ولا بد أن يتم التدقق والتحقق إذا كان هنالك أي سبب، وإزالة السبب تعتبر هي خط العلاج الأساسي في مثل هذه الحالة.
هنالك أسباب أيضاً بسيطة جدّاً وهي: الانتقال من مدرسة إلى مدرسة، أو تغيير المدرسة، أو انتقال صديقة من فصل إلى فصل أو من مدرسة إلى مدرسة، هذه كلها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى نوع من عدم التواؤم بالنسبة للتلميذ مما يجد صعوبة في التركيز.
الأسباب العضوية قليلة، فهنالك أسباب عضوية قد تؤدي إلى ضعف التركيز، ومنها ضعف إفراز الغدة الدرقية، لا أعتقد أن هذا ينطبق عليك، ولكن لا بأس أبداً من أن تجري فحوصات عامة، مثل أن تقومي بفحص الدم للتأكد من قوة الهيموجلوبين Hemoglobin لديك، وأرجو أيضاً أن تقومي بفحص الغدة الدرقية للتأكد أيضاً من سلامتها.
إذن أقول لك: إن الهدف الرئيسي هو النجاح، والنجاح يستطيع الإنسان أن يصل إليه إذا قدر قيمته، أي إذا شعر بأهمية النجاح، بعض الناس يتحدثون أنهم يريدون أن يجنحوا وأن يكونوا من المتفوقين دون اتخاذ أي آليات لتساعدهم في الوصول إلى ذلك، إذن الخطوة الأولى هو أن يكون هدفك النجاح.
ثانياً: أنت مطالبة بتنظيم الوقت، وتنظيم الوقت هو سر النجاح، تنظيم الوقت بالنسبة للدراسة يعني:
(1) أن لا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد.
(2) أن تركزي تركيزاً شديداً في الحصة.
(3) أن تسألي المعلمين لتوضيح أي معلومة تجدينها غامضة أو لم تستوعبيها الاستيعاب الكامل.
(4) لا تشغلي نفسك بأي نوع من الأفكار خارج محيط الدراسة.
هذا كله مهم وضروري، وحين أقول لك نظمي وقتك لا أعني أنك من الضروري أن تدرسي عشر ساعات في اليوم مثلاً، لا، بل من حقك أن تأخذي قسطا من الراحة، ومن حقك أن ترفهي على نفسك في حدود ما هو مشروع، ومن حقك أن تتواصلي مع أهلك وصديقاتك، وهكذا، هذا مهم وضروري أيضاً؛ لأن الإنسان يصاب بالملل ويصاب بعدم الرغبة في الدراسة، ويضعف تركيزه إذا أجهد نفسه أكثر مما يجب.
فإذن: عليك أن توزعي وتنظمي وقتك بصورة تساعدك لأن تكوني أكثر فعالية ورغبة ودراسة، وحين يكون هدفك هو النجاح هذا في حد ذاته سوف يساعد في تحسين التركيز.
يأتي بعد ذلك تخير الأوقات، فهنالك أوقات يعرف أن تركيز الإنسان يكون فيها ممتازاً، فعلى سبيل المثال: بعد صلاة الفجر هنا يكون التركيز ممتازاً، فأرجو أن تتحيني مثل هذه الأوقات لدراسة بعض المواد التي تحتاج لبعض الحفظ، ولا مانع من أخذ قسطا من الراحة بعد الحضور من المدرسة وبعده تبدئين أيضاً في الدراسة، هذه كلها أمور تساعد كثيراً في تحسين الاستيعاب -إن شاء الله تعالى-.
هنالك أيضاً وسائل كثيرة تساعد في التركيز، منها القراءة الجماعية، فاستعيني بصديقاتك في هذا الخصوص، وأيضاً تناول كوب من القهوة في الصباح ربما يحسن من التركيز والانتباه.
إذن: ألخص لك الأمر في أنه:
(1) يجب أن تزيلي الأسباب إذا كانت هنالك أسباب دعت لعدم التركيز.
(2) ثانياً :يجب أن تستشعري أهمية التعليم وأهمية التميز وأهمية الحصول على درجات عالية.
(3) يجب أن تنظمي وقتك بالصورة التي ذكرناها لك.
(4) عليك أن تلجئي إلى القراءة الجماعية مع صديقاتك متى ما كان ذلك متيسراً.
(5) أن تقومي بإجراء فحص عام للدم وكذلك فحصا الغدة الدرقية.
بقي أن أقول لك: إذا كنت تحسين بأي نوع من الكدر أو القلق أو عسر المزاج، فلا بأس أبداً من أن تتناولي أحد الأدوية التي تساعد في تحسين المزاج، وحين يتحسن المزاج ويزول القلق لا شك أن التركيز سوف يتحسن، ومن الأدوية التي نقول أنها جيدة وسليمة وفعّالة في هذه الحالة هو عقار يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، وربما تكون له أسماء تجارية أخرى في المغرب، ويمكنك تناول هذا الدواء بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وهذه مدة كافية.
بقي أن أقول لك شيئاً أخيراً وهو أن قراءة القرآن بتمعن وتدبر وتؤدة وجد أنها تحسن التركيز، فأرجو أن تداومي على ذلك أيضاً، وأسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك وأن يكتب لك النجاح والتوفيق، وأن يفتح عليك بفتوح العارفين وأن يذكرك ما نسيت.
ويمكنك الاستعانة بهذه الاستشارات حول علاج عدم التركيز سلوكياً : (
226145-
264551)، وكيفية المذاكرة الصحيحة وعدم النسيان (
235849-
3139).
وبالله التوفيق.