الغيرة بين الأطفال وعلاجها
2008-11-05 13:20:38 | إسلام ويب
السؤال:
أنتظر طفلي القادم بعد شهرين، ولدي طفلة عمرها سنة وشهران، وهي تحصل على كامل اهتمامي أنا وزوجي، وأريد الإرشادات النفسية والتربوية السليمة التي تجعل ابنتي لا تتأثر نفسياً عند قدوم الطفلة الجديدة.
علماً بأن طفلتي تذهب إلى الحضانة وتستمتع بها منذ سن ثلاثة أشهر، وقد تعودت على أن تنام بالرضاعة بجانبنا في السرير، وهي تأكل جيداً بلا مشاكل، ولا ترضع إلا قبل وأثناء النوم، فما نصيحتكم لنا في مراحل فطامها؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الأمر ليس أمراً مزعجاً، فهو يحدث تقريباً في جميع البيوت، وإن كثيراً من الناس يبالغون في قضية الغيرة بين الإخوان، وأن المولود الجديد قد يسبب إشكالاً لأن الاهتمام سوف يقل بالنسبة للطفل الأول.
ولا أنكر وجود هذه الغيرة بين الإخوان فهي حقيقة لا ننكرها، وقد بدأت منذ القدم بين قابيل وهابيل، ولكن يجب أن لا نضخم وأن لا نجسّم الأمر، ومن الطبيعي أن يكون اهتمامك زائدا بالنسبة للطفلة الأولى، فهذا يحدث في كل بيت، ونحن نعتقد أنه جزء من الأخطاء التربوية التي لا مفر منها، فتعاملي مع الأمر بكل بساطة.
وأعتقد أن المرحلة التي سوف تكون صعبة نسبياً هي مرحلة فطام الطفلة، وأنصحك أن تبدئي في فطامها من الآن؛ لأنك على وشك الوضع وقدوم المولود الجديد، والفطام عادة يكون بحرمان واضح للطفلة، فالطفلة قد تحتج وتبكي، ولكنك تعطينها البدائل مع تحفيزها بتقبيلها واحتضانها وهكذا، وسيكون أيضاً من الضروري أن تنام الطفلة وحدها في سريرها، وهذا سوف يقابل باحتجاج من جهتها، ولكن ضعي لها أشياء تحببها في سريرها، كألعاب جميلة أو شيء من هذا القبيل.
والطفل يغير من سلوكه حين نصر على اتباع نفس المنهج معه، أي نطبق المنهج الجديد في السلوك وسوف يتناسى ما كان يطالب به وسوف يوائم نفسه على البديل التربوي الذي علمناه إياه.
وأما معاملة الطفلة فيما يخص الطفل الجديد إن شاء الله فهو أمر بسيط جدّاً، فحاولي أن تقربي الطفلة من الطفل الجديد، وحين تبتسمي - على سبيل المثال - في وجه الطفل الجديد وتقبليه فقومي بتقبيلها هي أولاً والابتسامة في وجهها ثم تقبلين الطفل الجديد، فهذا يعطي شعورا بالطمأنينة للطفل، واجعليها أيضاً تشاركك في شؤونه، فعلى سبيل المثال: حين تمسكين بالطفل الجديد دعيها أيضاً تمسك بالطفل معك وهكذا.
ولا تشغلي نفسك أبداً بهذا الأمر، فالأطفال يتواءمون مع الظروف الجديدة بسرعة شديدة، وسوف تسير الأمور على خير بمشيئة الله تعالى، وبما أن طفلتك تذهب إلى الحضانة وتستمتع بذلك وتتفاعل مع الأطفال الآخرين فهذه إيجابية عظيمة؛ لأن أهم المشاكل التربوية التي نواجهها هو رفض الأطفال الذهاب إلى الحضانة وحتى إلى المدارس في بعض الأحيان، فهذا وضع إيجابي ولله الحمد، فدعي الطفلة تندمج مع الأطفال الآخرين قدر المستطاع، وهذا سوف يحسن من مهاراتها ومن ملكاتها ويجعلها أقل غيرة بالنسبة للطفل القادم بإذن الله تعالى،
نسأل الله أن يكتمل حملك على سلام، وأن يرزقك الله بالذرية الطيبة المباركة الصالحة.
وبالله التوفيق.