أهمية الإحاطة بأساسيات العلم الشرعي لكل مسلم.
2008-06-29 14:16:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أما بعد أنا شاب من الجزائر أريد أن أضع برنامجاً لمطالعة الكتب الدينية ولتحصيل ثقافة دينية تثبتني على الطريق في حياتي وتساعدني في معاملاتي.
لا أريد أن أصبح عالماً كبيراً في الدين لأنني أعلم أني لا أقدر على ذلك لأنني مهندس دولة في الإلكترونيك، بل أريد أن أكون كخالد بن الوليد الذي لم يكن يحفظ من القرآن سوى آيات الجهاد لأنه كان مجاهداً.
فهل أبدأ بالرقائق أم العقيدة أم التفسير أم الحديث؟ الأمور اختلطت علي.
وشكراً مسبقاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن علم هندسة الإلكترونيات من العلوم الهامة التي تحتاجها أمتنا، ووجود المتخصصين المهرة في هذا المجال من فروض الكفاية التي إن قصرت الأمة في القيام بها كان الإثم على الجميع، وكل علم يكتسب أهمية بمقدار ما يعين على الطاعات وبمقدار ما تحصل منه من الفوائد للأمة شريطة أن يكون صاحبه صادق النية، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد.
ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام يحترم كافة العلوم ويدعو للتزود منها، ولكن المسلم يبدأ بطلب العلم الواجب الذي يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله، ثم ينطلق بعد ذلك في التزود بما شاء من العلوم النافعة، يصطحب في ذلك النية الصالحة والرغبة في نفع النفس وإفادة الآخرين.
وأرجو أن تبدأ بكتاب الله وتحفظ ما تستطيع حفظه ثم تصحح باقي القرآن حتى تكون قراءتك صحيحة من المصحف، وأهل لنفسك جدولاً للحفظ ولو آية كل يوم مع المحافظة على التلاوة للقرآن.
وحبذا لو حاولت التعرف على بعض المعاني، ولا يخفى عليك أن مسائل العقيدة والفقه من الأهمية بمكان ولذلك فنحن ننصحك أن تستشير عالماً وداعية يستطيع أن يتعرف على قدراتك ومواهبك وما عندك من معلومات لتبني عليها، وأنت ولله الحمد مهندس والترتيب عندك مهم وكذلك الأمر في العلوم الشرعية، فإن الصواب أن يطلب الدارس صغار العلم قبل كباره، وأن يتلقى ذلك العلم على الأشياخ، وأرجو أن تحاول التواصل مع أكاديمية قناة المجد، فإن فيها فرصاً طيبة للدراسة المنظمة للعلوم الشرعية.
وكم نحن سعداء بك وبطلبك الذي يدل على خير في نفسك، وأرجو أن تجعل من تخصصك ميداناً لخدمة الدين الإسلامي وأهله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن الخير في يديه.
ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
وبالله التوفيق والسداد.