الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجب عدم تلبية الرغبة بالحكة، ويجب عدم الحكة بشدة؛ لأن ذلك يؤدي إلى خدوش قد تتقيح وتصاب بمضاعفات، وقد تترك آثاراً يصعب زوالها، خاصة إن كانت الحكة في مواضع حساسة كالثديين، وأما لمناقشة الحالة فهناك احتمالان.
أولهما أنه التهاب جلد أكزيمائي بسبب صابون اللايف بوي، فهو صابون حار ويؤدي إلى التهاب الجلد بالتماس، خاصة وأنك كنت تركزين التنظيف بالليفة تحت الثدي، وقد يكون للبودرة أيضاً دور في التفاعل مع الجلد أو الصابون ولو بعد غسله في احداث هذا الالتهاب.
غالباً ما يبدأ التهاب الجلد بالتماس بالتحسن العفوي والتدريجي حتى ولو بدون علاج.
الشيء الخاطئ الذي قمت به هو المبالغة في استعمال الصابون في منطقة حساسة مع الدلك بالليفة، واستعمال البودرة بشكل متوالي.
ثانيهما: عدوى طفيلية الجرب، خاصة وأن الحكة ليلية وانتقائية - أي عندما تتغطين تكون في مواضع خاصة من الجلد - خاصة إن كان هناك فرد أو أفرد آخرون في الأسرة يشكون من حكة ليلية انتقائية خاصة إن كانت هذه الحكة متطورة ولا تستجيب للعلاج بمضادات الهيستامين أي حبوب الحساسية.
وقد ناقشنا في جزء من الاستشارة رقم (
283237) الجرب ونورد أدناه المقطع المتعلق بالجرب لتوسيع الإجابة.
(الجرب: إن وجود بثور أو حبوب حمراء حاكة متطورة الانتشار يوحي بوجود عدوى الجرب، خاصة إن كانت الحكة ليلية وعائلية وانتقائية.
فالحكة الليلية تكون عندما ترتفع حرارة الجسد بسبب وجوده تحت الغطاء ليلا، وذلك لأن الطفيلي المسبب للحكة ينشط بالحرارة (أو بسبب ارتفاع حرارة الجلد من أي مؤثر آخر)، والحكة العائلية سببها العدوى للملامسين للمريض من أقاربه أو القاطنين معه، والحكة الانتقائية هي وجود الإنفاعات على مواضع مفضلة مثل حول السرة والرسغين والإبطين وحول الحلمتين وعلى الإليتين.
لذلك يجب نفي وجود الجرب العارض، والذي يتظاهر بما يشبه الوصف الذي ذكرتموه، ولكن يؤكده الفحص السريري وأخذ عينة من الجلد تُظهر هامة الجرب والتي هي مسبب المرض، ولن يصعب على الطبيب المتخصص في الجلد تشخيص الجرب.
ومن أعراض الجرب الحكة الشديدة والتي تزداد عند ارتفاع حرارة الجلد، وهذه الحكة كما ذكرنا تصيب الجلد الناعم من البطن والأعضاء التناسلية والإبطين والرسغين، وغالباً ما تكون متطورة إلا باستعمال قاتلات الجرب، وكما هو معلوم فإن الجرب مرض معد، ولكن حتى تظهر الأعراض عند أفراد الأسرة قد يستغرق ذلك (3 - 4) أسابيع.
وختاماً: ننصح بمراجعة الطبيبة المتخصصة للوصول إلى التشخيص الموثق من خلال الفحص السريري أو المجهري المباشر، وبعد ذلك العلاج أسهل ويأتي بالمرحلة التالية، وينبغي أن يكون تحت إشراف طبيبة أيضاً، وأما إن زالت الحكة من تلقاء نفسها خلال أيام فهي ليست عدوى الجرب).
وإذا بدأت الحالة بالتحسن من ذاتها وعدم الانتشار فهي التهاب جلد بالتماس وليست جربا، ويكفي استعمال كريم لوكاكورتين فيوفورم مرة إلى مرتين يومياً بعد الغسل اللطيف بالماء والصابون (صابون أطفال وبدون إسراف وبدون عنف)
ويمكن لتخفيف الحكة استعمال أي من مضادات الهيستامين مثل الكلاريتين 10 مغ أو الزيرتيك 10 مغ، أو الأورياس 5 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 120 مغ أو 180 مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ.
وأياً من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت.
وأما إن كانت الحالة متطورة وبدأت بالانتشار وإصابة مواضع أخرى، ومضادات الحكة لا تفيد، وبدأت الحكة بالظهور عند أفراد آخرين عندها نفكر بالعدوى وتصبح مراجعة الطبيبة أمراً واجباً.
وأما إن بقيت الحالة موضعة في مواضعها، ولكن أصبح فيها ما يشبه الدمامل وأصبحت مؤلمة فعندها يشك في أنها قد أصابها التقيح، وعندها تستطب المضادات الحيوية الموضعية أو الجهازية حسب الشدة وأيضاً يفضل عرضها على الطبيبة لتوثيق التشخيص ولاختيار المضاد الحيوي المناسب الفموي إن كانت الشكوى قد تفاقمت أما دمل أو دملين فلاموضعي يفيد مثل باكتروبان كريم أو فيوسيدين كريم عدة مرات يومياً ولعدة أيام.
والله الموفق.