السعي في إصلاح أسرتي وإرشادها إلى كل خير
2008-01-03 16:58:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة مراهقة أدرس في الثانوية، ولدي مشاكل مع أختي الكبرى، إذ هي متبرجة وغير صالحة، ولا أتفاهم معها، تقوم بأعمال لا يعلم بها الوالدان، ولا أعلم كيف أنصحها؟ وقد قمت بالكثير تجاهها دون جدوى!
أما أختي الصغرى فلا تحترم والدي ولا تحترمني! رغم أني أقوم وحدي بكل شيء من أعمال منزلية، وأدرِّسها، وأعتني بأخي، فماذا أفعل لإصلاح العائلة؟
وأخيراً: أنا أدرس في الثانوية كما ذكرت، لكن يلزمون علينا الاختلاط بالأولاد، فهل يجوز هذا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لاميا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصلح جميع أسرتك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الهداية- وكما لا يخفى عليك – من الله تبارك وتعالى، حيث قال: (( مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي ))[الأعراف:178]، وأعتقد أن كل إنسان يتمنى من أعماق قلبه أن يكون صالحاً مهدياً، إلا أن النفس الإمارة بالسوء مع الشيطان الرجيم، وكذلك الصحبة الفاسدة وبيئة الغفلة لا تشجع على الاستقامة والهداية، ولذلك عليك أن تحمدي الله على نعمة الهداية، وأكثري من شكره على ذلك، واجتهدي في الالتزام والمحافظة على التزامك؛ حتى لا تحرمي هذه النعمة العظيمة التي خصك الله بها دون بقية أخواتك.
وأما عن أختك الكبرى؛ فقطعاً ستكون مستخفة بك وبنصحك لها؛ نظراً لأنها الأكبر، وهذه عادة الناس غالباً، فلا ينبغي أن يتسرب اليأس إلى نفسك، واعلمي أن تقدم السن أو تأخره، وأن الصغر أو الكبر ليس عذراً في عدم الدعوة، وإنما أوصيك بمواصلة نصحها، وتذكيرها قدر استطاعتك على أن يكون ذلك برفق ولين، وكذلك أختك الصغرى، واصلي النصح والتذكير في الأوقات المناسبة، وبالطريقة المناسبة، ولا مانع من استعمال الهدايا إن أمكن، كما يمكنك الاستعانة ببعض الأشرطة المناسبة، وكذلك ببعض المطويات أو الكتيبات، وإذا كانت لك بعض الأخوات الصالحات فاطلبي منهنّ زيارتك والتحدث مع أخواتك، وإذا كان من السهل عندكم حضور بعض المحاضرات والأنشطة الدعوية، فاجتهدي في دعوة أخواتك إلى حضور مثل هذه المحاضرات، وعلى الحرص على الإكرام، والصبر، وعدم التعجل، ولا تغفلي سلاح الدعاء لهن بظهر الغيب، خاصة في السجود وأوقات الإجابة، وتسلحي بالصبر الجميل؛ لأن تغيير سلوك الناس ليس بالأمر السهل أو الهين، وإذا ما حان وقت الصلاة فاطلبي منهن أن يصيلن معك جماعة، وكذا الوالدة، ولا مانع من إلقاء موعظة خفيفة بين الحين والآخر، وأقترح عقد جلسة تعليمية بسيطة لمدة خمس أو عشر دقائق يقرأ فيها أي شيء إسلامي بسيط.
واصبري كما ذكرت، ولا تتعجلي النتائج، ولا تحدثي أي أخت أمام الأخرى، وإنما خصي كل واحدة بحديث خاص فذلك أسهل وأنفع، وأخبري أمك بحقيقة سلوك أخواتك إذا كانت لا تعلم، خاصة إذا كانت أمك حكيمة أو عاقلة ولن تخبر والدك من أول مرة، استعيني بأمك بعد الله وعرفيها سلوك أخواتك، وضعي معها خطة للمساعدة والإصلاح، بشرط أن يكون ذلك بدون تهديد أو تلويح بإخبار الوالد، واطلبي من أمك أن تكثر من الدعاء لهن قدر استطاعتها؛ لأن دعاء الوالدة لا يرد كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلمي أن قيامك بأعمال المنزل لك عليه أجراً عظيماً من الله تعالى؛ لأنه مساعدة لأمك، ويكفى فقط دعاءها لك فهو من أعظم أسباب الهداية، ويرضى الله عنك، والتوفيق في دراستك، وهذا ما أتمنى أيضاً أن تحرصي عليه حتى تكون متميزة بين أسرتك وزميلاتك، واعلمي أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فخذي بالأسباب، واجتهدي في المذاكرة، واحرصي على أن تكون طالبة مثالية في مستواك وأخلاقك، حتى تتمكني من التأثير في غيرك من المدرسات والزميلات، واجتهدي في عدم التحدث مع أي شاب أو الخلوة به، وانصحي زميلاتك بذلك، فهذا من أهم وسائل التوجيه والدعوة.
وأما عن سؤالك عن الحكم الشرعي في آخر سؤالك، فنرجو مراسلة القسم الشرعي في الشبكة الإسلامية.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.