سعادة الفتاة المسلمة في حجابها
2007-08-09 10:24:42 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أعيش في تردد وقلق دائم، والسبب أنني غير متحجبة، لدي رغبة شديدة في ارتداء الحجاب، ولكني أخاف ألا أستمر في ارتدائه رغم أنني بارة بوالدي وطيبة باعتراف الجميع.
عندما أرتدي ملابسي لا أقصد التبرج، ولا إظهار مفاتني، ولكن لأنني اعتدت على هذا النمط بحكم محيطي، والذي يجد الفتاة المتبرجة أمراً عادياً، فهل أعتبر عاصية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nazha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك سوف تنالين الخير إذا أضفت إلى برك لوالديك، وطيبتك بين الناس التزامك بالحجاب الذي شرعه رب الناس، وكم تمنينا أن تدرك المرأة المسلمة أنه لا خيار لها في هذا الأمر كيف وقد قال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا))[الأحزاب:36].
ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يسعدهم أن تحرص الفتاة المسلمة على التمسك بكتاب ربها وحجاب ربها.
ولما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59]، انقلب الرجال إلى البيوت يتلون ما نزل، فقامت نساء الأنصار إلى مرطهن فشققنها، واختمرن بها وجئن إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وكأن على رءوسهن الغربان، وهذه العبارة تدل على كمال الحشمة والسكوت.
وأرجو أن تعلم الأخوات أن الحجاب هو الذي يميز المرأة المسلمة العفيفة؛ لأن الله سبحانه قال: (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) يعرفن بأنهن العفيفات بأنهن الطاهرات، والحجاب للمرأة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطائها كانت عرضة للذباب والجراثيم، وإذا نزعت المرأة حجابها كانت عرضه للأعين الجائعة والنفوس المريضة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تسارعي إلى ارتداء الحجاب مع ضرورة أن تصبري عليه، وسوف تتشبه بك الأخريات وسوف يكون كل ذلك في موازين حسناتك، فإنه من دعت إلى هدى كان لها من الأجر مثل أجور من تبعتها لا ينقص ذلك من أجورهن شيئاً، وإذا كنت ولله الحمد – طبية محبوبة فإن الأخريات سوف يسارعن إلى التشبه بك.
ونحن نتمنى أن تقطعي ترددك وتسارعي إلى الالتزام فإن الأيام تمضي والإنسان لا يدري ماذا يحصل له، فاحذري من مجيء الموت قبل الرجوع إلى الله والتوبة من خطيئة التبرج، واستمعي إلى هذا الوعيد الذي جاء على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى حيث قال: (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما: ... ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ...).
وأرجو أن تلاحظي قوله (كاسيات عاريات)، وذلك بأن تكون الملابس قصيرة أو ضيقة أو شفافة، أما قوله: (مائلات) ففيه إشارة إلى مشية من تلبس الكعب العالي، وقيل مائلات عن الصواب مميلات لقلوب الأخريات، كما دل قوله: (رءوسهن كأسنمة البخت ....) على مخالفة جمع الشعر لتكبير حجم الرأس، وهذا الحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه الصورة من التبرج لم تظهر إلا في عصور متأخرة، ويا لعظمة النبي الذي لا ينطق عن الهوى، وكأنه كان يصف ما يحدث في شواطئنا وأسواقنا.
وبالله التوفيق والسداد.