ظلمني أخي ورفضني من تقدمت لابنتهم بسببه!
2024-12-02 01:31:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 32 سنة، حدثت مشكلة بيني وبين أخي الأكبر بسبب منزلنا؛ لأنه منزل للورثة، ظلمني أخي وورثني وأنا حي؛ فتركت له المنزل، وفوضتُ أمري إلى الله.
وبعد سنوات تقدمت لخطبة فتاة ورفضني والدها، وعرفتُ أن سبب رفضهم أخي؛ فبدل من أن ينوب عن والدي -رحمه الله-؛ أصبح خصمًا لي وظلمني، كذب في سمعتي وقال ما ليس فيّ.
لم أحاول الدفاع عن نفسي، ودعوت عليه، وتركتُ أمره لله، وبعد سنتين رأيتُ أثر دعوتي عليه، وندمتُ.
في الوقت الحالي استخرت الله للتقدم مرة أخرى لنفس الفتاة، هل من حقي التقدم مرة ثانية والدفاع عن نفسي، أم الأفضل أن أصرف نظري عن هذا الموضوع؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
فاعلم -يا أخي- أن من ظلمك سينال عقابه في الدنيا والآخرة، وأن الله لا يضيع عنده شيء، والله يمهل ولا يهمل، وما دمت قد وكلت أمرك لله فاعلم أنه ناصرك ومعينك.
قد ذكرت أن أخاك قد تحقق فيه ما دعوت عليه، وما دام الأمر كذلك؛ فإننا ندعوك إلى العفو عنه لله عز وجل، فأنت تعلم أن صلة الرحم من الإيمان، وأنت مأمور بالصلة كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه" [رواه البخاري].
وصلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر: فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه" [رواه البخاري].
وعن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله" [رواه مسلم].
وهي كذلك من أسباب دخول الجنة: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "يأيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" [رواه أحمد والترمذي وابن ماجه].
وأفضل ما يكون في حالتك الصلة الحقيقية، فعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً قال: يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك" [رواه مسلم].
والمَلّ هو: الرماد الحار، قال النووي: يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن إليهم، لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه، وإدخال الأذى عليه.
من حقك التقدم مرة أخرى لهذه الفتاة إذا ما علمت أن الارتباط بها لن يحدث بينك وبين أهلك قطيعة، ولو كانت الفتاة صالحة متدينة، إذا تأكدت من الأمرين، فأدخل وسيطًا أمينًا صالحًا يحترمه أهل الفتاة، وهو سيمهد الطريق لك -إن شاء الله-.
وإذا علمت أن الزواج بها قد يدخلك في دوامة، فالنساء كثير -والحمد لله-، وأنت تأخذ فتاة لا تعرف عن عائلتك ما يسيء إليك أفضل، المهم أن تكون صاحبة دين وخلق، وننصحك ألا تقدم إلى أي خطوة إلا بعد استشارة واستخارة.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، والله الموفق.