بعد انتهائي من الرياضة يزداد عندي القلق والتوتر، فما الحل؟
2024-12-02 00:49:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه لنا من مساعدة.
حسب استشاراتي السابقة، تم تشخيص مرضي بالاكتئاب، والتوتر، والقلق والاضطرابات النفسوجسدية وأعراضها المزعجة التي تؤثر على الجسم، وإذا أردتم تفاصيل أكثر، فهي موجودة في هذه الاستشارة: (2548404).
لدي قلق مصاحب لأعراض جسدية؛ لكنني للأسف شخص ضد الأدوية العلاجية؛ لأنني جربت كثيرًا من العلاجات ولم أجد نتيجة، ولا أريد الرجوع إليها مرة أخرى؛ لأنها سببت لي زيادة في الوزن، وعصبية، وتوترًا، ومشاكل جنسية، وكما يقول المثل: "زادت الطين بلة".
الحمد لله أنا ملتزم بصلاتي، وأطلب من ربي دائمًا أن أتخلص من هذا المرض، بدأت بحمية غذائية، وهي الصيام المتقطع (صيام 16 ساعة في اليوم)، وقد وجدت أن الصيام يشعرني بالراحة، وأتمرن في النادي تمارين مقاومة.
مشكلتي أنه بعد الانتهاء من التمرين يزداد عندي القلق والتوتر والأعراض الجسدية، ما السبب في ذلك؟ علماً أن الجميع ينصحني بممارسة الرياضة؛ لأنها تساعد على التخلص من الاكتئاب والتوتر والقلق، فما السبب في ذلك؟
أنا لا أجهد نفسي كثيراً في التمارين، أتمرن كل يوم لمدة ساعة، يتضمنها تمرين كارديو لمدة ربع ساعة، وهو المشي المتوسط إلى السريع.
أريد جوابًا علميًا، لماذا هذا الشيء يحدث معي؟
يفترض أن نفسيتي تتحسن وتتلاشى من هذه الأعراض، لكن ما أستغرب منه أنها تزداد بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة، وإن كان لكم نصائح أخرى تفيدني، فأتمنى ذلك.
بارك الله فيكم، وسامحونا على كثرة الأسئلة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك الدائم مع هذا الموقع.
أخي الفاضل: نعم -كما ذكرت ومن خلال استشاراتك السابقة- أنت تعاني من الاكتئاب والقلق، بما فيه من أعراض نفسية وجسدية، وذكرت -أخي الفاضل- أنك جربت الكثير من الأدوية والتي لم تنفع معك -كما ذكرت- بل سببت لك بعض الأعراض الجانبية.
لا بأس -أخي الفاضل- ليس الدواء هو العلاج الوحيد للاكتئاب والقلق والتوتر، وخاصةً الخفيف منه أو المتوسط، أما الشديد منه فلا بد له من العلاج الدوائي.
على كلٍّ: هناك طرق أخرى يمكن أن تُساعد أو تدعم العلاج، ومنها العلاج المعرفي السلوكي عن طريق عقد جلسات علاجية ربما 10 أو 12 جلسة علاجية مع المعالج -سواء الطبيب النفسي، أو الأخصائي النفسي- دون اللجوء إلى الأدوية؛ حيث تساعد هذه المعالجة على التعرُّف إلى الأفكار السلبية، والتي نتيجتها الشعور بهذا الاكتئاب والتوتر والقلق، واستبدالها بأفكار إيجابية؛ ممَّا يُعيد إليك شغف الإقبال على الحياة.
أيضًا ممَّا يُنصح به -وكذلك أنت نُصحت بهذا-: ممارسة الرياضة، ولكنك تشكو بعد الرياضة من الشعور ببعض التوتر والقلق، وربما التفسير العلمي لهذا؛ أنه أثناء ممارسة الرياضة يُفْرِزُ جسمك بعض الهرمونات، بحيث أن الجسم لا يُدرك أن هذه رياضة، وإنما يُفسِّرُها على أنها هجوم، أو بذل جُهد يحتاج إلى بعض الهرمونات التي تشدُّ من أزرك وتُسَرِّع ضربات القلب لإيصال الدم إلى أطراف جسمك كلها، وكذلك تسريع التنفس وغيره وشد العضلات.
لذلك من الطبيعي أن تشعر ببعض التوتر، حتى البدني بعد الانتهاء من الرياضة، ولكن ما هي إلَّا دقائق حتى تهدأ وتشعر بالراحة، وتشعر بفوائد ممارسة الرياضة.
فنصيحتي لك أن تستمر على الرياضة بالشكل الذي وصفته مدة ساعة، تعقبها ممارسة تمارين كارديو (Cardio) لمدة ربع ساعة، فهذا أمر طيب، ولكن بعد أن تنتهي من الرياضة، حاول أن تسترخي بعض الشيء عن طريق التنفس العميق والبطيء؛ فهذا يمكن أن يُخفِّف من التوتر الذي تشعر به.
أخي الفاضل: أمَّا ما ذكرته من الحمية الغذائية عن طريق الصيام المتقطع، فالصيام المتقطع لساعات طويلة في النهار نعم له أشكال متعددة، وله فوائد معروفة، فطالما أنه يُفيدك فيمكنك الاستمرار عليه، وحتى أنه سيساعدك في إنقاص الوزن؛ حيث ذكرت أن الأدوية زادت من وزنك، فيمكنك أن تُصيب الهدفين بعمل واحد.
وأرجو أن تُفكّر في موضوع الجلسات العلاجية، فالعلاج المعرفي السلوكي يمكن أن تستفيد منه بمفرده، أو بدعمٍ من أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، كل هذا -أخي الفاضل- يجب أن يكون بإشراف الطبيب النفسي الذي يشرف على علاجك.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والله الموفق.