فتاة تأثرت دراستها وساءت بسبب إعجابها بالأستاذ
2006-07-26 08:44:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الجامعة، أعجبت بدكتور في نفس القسم الذي أدرس فيه، وشعرت نحوه بمشاعر جديدة وجميلة، وهو كذلك، ولكنني أعلم أن النظرة سهم من سهام الشيطان وأنها حرام، ولكنه ما زال في البال ولم أنسه.
لا أريد أن يتعلق قلبي هكذا؛ فلا أعرف عواقب هذا الشعور، ولكنني أفكر فيه، أنا لا أتحدث معه ولكنها النظرات، ولم يمض على ذلك سوى أشهر ولكنني أتعب عندما لا أراه يوماً، أريد التركيز على دراستي والتميز، ولكن ذلك الشعور يتعبني، أريد الراحة، ولعقلي الهدوء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Yamama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النظرة سهم مسموم، والسهم يتلف البدن، وكذلك النظرة المحرمة تتلف القلب، ولذلك أمر الله المؤمنين بغض أبصارهم فقال سبحانه: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ))[النور:30] ورغم دخول النساء في هذا الخطاب إلا أن رب العزة والجلال خص النساء بتوجيه آخر قال فيه: (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ))[النور:31].
كـل الحـوادث مبـدأها مـن الـنـظـر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فـعل السـهـام بـلا قوس ولا وتر
يـسـر نــاظــره مـــا ضــر خــاطــره *** لا مـرحـبـاً بـسـرور عـاد بـالضـرر
وأرجو أن تعلمي أن هذه الأمور لا تقبل العبث، فإما أن يتقدم الدكتور بطلب يدك ويطرق بأب أهلك، وإلا فلا بد من إيقاف النظرات والابتعاد عن أماكن الشبهات، والبحث عن جامعة أخرى لمواصلة الدراسة، وذلك لأن استمرار هذا الوضع يهدد دينك ومستقبلك، ويجلب لك الأتعاب والحسرات.
ولست أدري متى نصل إلى المستوى الذي تُدرَّس فيه بناتنا معلمات، وتباعد فيه بين أنفاس الطلاب والطالبات، حتى تستطيع تخريج المبدعين والناجحات، وقد انتبه لهذا الأمر أهل الكفر والغفلات، وذلك خوفاً على دنياهم والإنجازات، فأنشأوا جامعات خاصة بالبنات، وأخرى للشباب، فمتى ينتبه أهل الإسلام الذين يحرم دينهم وجود البنات مع الأولاد، وكيف إذا كنّ في أكمل زينة وأحسن ثياب؟ وفي عمر الشباب حيث السعار والشهوات، وفي عصر فساد الأفكار والتصورات.
وإذا لم توقفي هذه النظرات، فهذا الفراق بينك وبين التفوق والنجاحات، فأدركي نفسك قبل أن تتمكن هذه المشاعر، واعلمي أن ذلك يؤثر على العقيدة ويسلب السعادة والهناء، وأرجو أن تتقي الله وتعمري قلبك بحب الله، وانصرفي لدراستك، وحاولي الابتعاد عن أماكن وجوده، واسألي الله بصدق وإخلاص، حتى يخرجه من قلبك، واعلمي أن بُعده العين يبعده عن القلب، وغضي بصرك عنه وعن غيره، وراقبي الذي يعلم السر وأخفى.
ونسأل الله لك الحفظ والصيانة، وبالله التوفيق.