القلق والتوتر وأثرهما على الحالة النفسية للأشخاص
2024-10-20 23:11:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
دائمًا ما أعاني من كثرة التفكير في كل شيء، وعند حدوث أمر معين، أو مناسبة، أو أي مشكلة أقوم بالتفكير كثيرًا، حتى وإن كان الأمر ليس بيدي.
توظفت قبل ٦ أشهر في شركة، وهذه أول وظيفة لي في حياتي، ولكني عند أي مشكلة في العمل، أوعندما تكون لدي مسؤوليات في العمل أشعر بالخوف، والقلق، والتفكير، ويحصل لدي تهيج في القولون العصبي، لدرجة أنه في كل مرة يبدأ المشرف في الحديث معي بأنه علي عمل معين -وحتى قبل أن ينهي كلامه- أتوتر، وأقلق، وأخاف، حتى لو كان الأمر عاديًا! وفي كل مرة أكون مهمومًا، وخائفًا، وأستيقظ في الإجازة باكرًا من الفجر، وأفكر، وأقلق، ولا أستطيع النوم.
وبالرغم من ذلك، فإن المشكلات التي كنت أقلق منها، وأفكر فيها تنتهي، وأجتازها مع مرور بعض الوقت، ولكن تحدث أمور أخرى، وتتكرر، وأشعر أني في دوامة، مما يؤثر على صحتي.
بالإضافة إلى أنني أعاني من التهاب في الغدد اللمفاوية بشكل متكرر (انتفاخ خلف الأذنين، وصداع)، وأعاني من الأرق.
يتطلب عملي التعامل مع الناس، ومع أمور كثيرة، ويأخذ من جهدي، وعملي يتطلب الكثير من استخدام الكمبيوتر، وعقد الاجتماعات مع الأقسام، وأمور عديدة.
كنت أتمنى أن يكون عملي خفيفًا، ويسيرًا، ولا يحتاج الكثير من الجهد النفسي، والجسدي، والعقلي، ولكن نسبة البطالة مرتفعة في بلدي، ولا توجد وظائف إطلاقًا، وقد جربت أن أشغل بالي بأمور أخرى: كالرياضة، وعمل جدول يومي، ولكن بلا جدوى، وقد تكرر الأمر معي.
علاقتي بأخواتي ليست جيدةً، على الرغم من أني لم أخطئ معهن بشيء، ولم يحدث بيننا شيء، لكني انعزلت عنهن بعض الشيء؛ بسبب المشاكل التي آذينني بها، وقد حاولت أن أكون أفضل منهن، وأن أتحدث إليهن بطرق كثيرة، ولم يحصل أي تغيير، فما رأيكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والذي عرضت فيه العديد من الصعوبات والمشكلات، ولكن اسمحي لي أن أقول: إن كثيرًا مما ذكرتِ، يمكن تلخيصه في أمرين أساسيين:
الأمر الأول: من الواضح أن لديك شخصيةً قلقةً، أو تميل إلى القلق؛ حيث تشعرين بالخوف، والتفكير الزائد، والقلق، بالإضافة إلى القولون العصبي، هذا هو الأمر الأول، والذي هو ربما أيضًا له علاقة بالتهاب الغدد اللمفاوية؛ حيث إن الفجوة بين الجسم والنفس ليست كبيرةً جدًا، فما يؤثر بالنفس يؤثر بالجسم، والعكس أيضًا صحيح.
الأمر الثاني: والذي ربما دفعك إلى التواصل معنا بهذا السؤال هو ارتباكك، وتوترك في تواصلك مع زملائك في العمل، سواءً المشرف أو غيره، ليس غريبًا، وهذا العمل الأول الذي بدأت به منذ عدة أشهر، أن تجدي كل هذا التوتر، والقلق، والخوف، عندما يتحدث معك المشرف أو غيره، فالكثير من الناس ممن يبدؤون عملًا مهنيًا، يشعرون بمثل ما شعرت به، حتى يعتادوا مع الوقت، ويصبح الأمر عاديًا، كما كنت في الجامعة تذهبين، وتعودين، وتدرسين من دون كل هذه الصعوبات، لذلك نصيحتي كالآتي:
أولًا: ألا يدفعك هذا القلق والتوتر إلى ترك عملك، أملاً في عمل آخر، وخاصةً -كما ذكرت- أن نسبة البطالة عن العمل في بلدك مرتفعة؛ فقد لا تجدين بديلًا بالسرعة التي كنت تتمنينها، فاستمري بهذا العمل، وحاولي التكيف معه، وهذا سيحصل لا شك عندي -بإذن الله-، وأن هذا سيحصل مع الوقت.
ثانياً: حاولي أن ترتبي أمور حياتك اليومية، أي نمط حياتك، من ناحية النوم للساعات المطلوبة، والتغذية الصحية المناسبة، وممارسة الأنشطة البدنية، كالمشي، أو الرياضة، وكل هذا سيساعدك على أن تخففي التوتر والقلق، حتى إذا ذهبت إلى العمل في الصباح، ستجدين نفسك أكثر استرخاءً وراحةً، مما يساعدك على التكيف مع متطلبات هذا العمل.
أخيرًا: لا أدري ماذا أقول في علاقتك بأخواتك، فلم تشرحي لنا الشيء الكثير، ولكن ربما إذا استقر وضعك في العمل، وأصبحت أكثر أمنًا واستقرارًا، سينعكس هذا على علاقاتك، سواءً داخل الأسرة، أو خارجها.
أدعو الله تعالى لك أن يريح بالك، ليوفقك ويعينك على التكيف المناسب والنجاح.