هل هناك دواء يساعد على ضبط الساعة البيولوجية لدي؟

2024-10-05 23:12:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة، وعُمري 37 سنة، أعاني من اضطراب في مواعيد النوم منذ أكثر من 10 سنوات، حيث إنني معتادة على النوم الساعة 7 صباحاً حتى الواحدة ظهراً، قبل سنتين تناولت دواء "نايت كالم" لفترة طويلة، لكن بمجرد أن توقفت عن تناوله عادت المشكلة كما كانت.

هل هناك دواء يساعد على ضبط الساعة البيولوجية، بحيث أتمكن من النوم ليلاً، في حوالي الساعة 9 أو 10؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى كل العافية والشفاء.

النوم النهاري ليس نومًا صحيًّا، وقطعًا له تأثيرات سلبية كثيرة على الصحة النفسية، وحتى على الصحة الجسدية، وحتى من الناحية الاجتماعية، وإدارة الشؤون المنزلية، له أضرار كثير جدًّا.

أمر طيب أنك تودين تنظيم نومك، وهذا ليس بالصعب، يتطلب شيئًا من العزم والتصميم والإرادة، وأن يكون التغيير تدريجيًا، حتى لو حدثت بعض المعاناة في الأيام الأولى، فالإنسان يتحمَّل ذلك.

أولًا: يجب أن يكون لك العزم والصرامة مع نفسك في ألَّا تنامي نهارًا أبدًا، لا تنامي بعد صلاة الفجر، انخرطي في أنشطة، اقرئي وردك من القرآن، اقرئي أي مواضيع أخرى، اقرئي في أحكام الطهارة مثلًا بالنسبة للنساء، أوأحكام الصلاة، أبدئي أعمال منزلك، تناولي فنجانًا من القهوة المركزة، وقومي أيضًا بتمارين صباحية رياضية، هذه مفيدة جدًّا، تعطيك النشاط والحيوية، وتساعدك كثيرًا على النوم الليلي.

فإذًا هذه هي البداية، وبعد صلاة الظهر ليس هناك ما يمنع أن تكون هنالك قيلولة، لا تزيد عن نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة، وبعد ذلك تجنبي تمامًا تناول محتويات الكافيين كالشاي والقهوة، أو البيبسي والكولا والشوكولاتة، هذه لا يتم تناولها بعد الساعة الخامسة أو السادسة مساءً.

بعد ذلك، عليك أن تطبقي تمارين الاسترخاء (2136015) قبل النوم، تمارين الاسترخاء موجودة على اليوتيوب، تمارين التنفس التدرجي مفيدة جدًّا، وبعدها تقرئين الأذكار، ويمكن أيضًا أن تقرئي شيئًا لا يكون جاذبًا، ولا تفكري في البحث عن النوم، دعي النوم يبحث عنك، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى- قد بدأ عندك النوم يتحسن.

هنالك بعض المعينات الدوائية، وطبعًا نحن نتجنب تمامًا النصح بأي دواء يُسبب الإدمان، وسوف أصف لك أدوية بسيطة خفيفة جدًّا، -وإن شاء الله- سليمة.

هنالك مركَّب طبيعي يُعرف باسم (ميلاتونين Melatonin)، ربما تكون قد سمعت به، الميلاتونين هو المادة الطبيعية التي تفرزها غدة في الدماغ تسمى (غدة بانيل) أو الغدة الصنوبرية (Pineal gland)، وهذه الغدة في بعض الأحيان قد يضطرب إفرازها، أو قد تكون عاجزة، وهذا قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، أنصحك بتناول الميلاتونين مساءً، بجرعة بداية من خمسة مليجرام لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها عشرة مليجرام ليلًا.

فائدة الميلاتونين ليست فائدة وقتية، بمعنى أنه لن يُحسِّن النوم مباشرة، إنما أثره تجمعيّ، في ضبط الساعة البيولوجية على الأسس الصحيحة.

وهنالك دواء آخر، دواء بسيط جدًّا يُسمى (mirtazapine ميرتازبين) هذا هو اسمه العلمي، أريدك أن تتناولي منه ربع حبة، الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، تناولي ربع حبة، مثلًا الساعة الثامنة والنصف أو الساعة التاسعة، وسوف تحسن نومك.

إذا لم يتحسن نومك بصورة جيدة، ارفعي جرعة الميرتازابين إلى خمسة عشر ميلجرامًا -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على ثلاثين مليجرامًا- .

الميرتازبين في الأيام الأولى ربما يعطيك شعورًا بالفتور في الصباح، أو كأن جسمك ثقيل، هذا يظل لأيامٍ قليلة، وبعد ذلك يختفي، وأيضًا تناول الميرتازبين في وقتٍ مبكر من الليل، يؤدي تمامًا إلى عدم ظهور هذه الظاهرة -أي ظاهرة التعب في الصباح-.

فإذًا هذه الأشياء التي أودُّ أن أنصحك بها، وطبعًا تناول الميرتازبين يكون لشهرٍ أو شهرين، أو ثلاثة، لا يوجد إشكال أبدًا، المهم هو تنظيم نمط الحياة، بحيث ترجع الساعة البيولوجية لمساراتها الصحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net