معارفي قليلون وليس لدي أخوات، فكيف أجد زوجة مناسبة؟
2024-10-02 23:02:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله.
أنا شاب أريد الزواج، وأخبرت عائلتي أن يبحثوا لي، وانتظرت مدة تتجاوز نحو سنة، وللأسف دائرة معارفي قليلة، ولا يوجد لدي أخت، وأخبرت أقاربي ليبحثوا لي، ولم يبحثوا لي بالشكل المطلوب.
ما حكم الاستعانة بمواقع الزواج التي يشرف عليها أحد الفضلاء، مع فريق من المراجعين؟ وفكرة الموقع أن يرى الشخص مواصفات مبدئية للمرأة، وبعد ذلك إن كان هناك قبول من الشخص لها أو العكس، يقوم المستخدم أو المستخدمة بالتواصل بالدردشة في الموقع، والدردشة مراقبة.
ما حكم أن أسأل عن شكل ومواصفات البنت التي أتواصل معها، بدون أن تقوم بإرسال صورة لها؟ وما الحكم إن أرسلت صورة لي من خلال نفس الموقع؟ وبعد ذلك إن كان هناك انسجام، أعطيها رقم أمي للتواصل مع أمها، لكي تراها، وتسأل عن أهلها؟
علماً بأن أمي لا تجيد استخدام مثل هذه المواقع، ومشغولة دائماً، وحاولت معها كثيراً، وتغضب عندما أقول لها: أريد الزواج، وتُصعب الموضوع عليّ، ولا أريد أن تتعب أمي في هذا الأمر، أريدها فقط أن تقوم بالتواصل.
علماً بأني ملتزم، وأمي من النادر جداً أن تختار إحدى البنات للخطبة، ومتطلباتي الدينية من الزوجة التي أريد الزواج منها تُصعب علي الأمر كثيراً، ولا أحب أن أتزوج بالتي تراها أمي، إلا بعد السؤال عنها من حيث التدين، وكذلك بعد السؤال عن أهلها، فلا أريد امرأة تعمل بمكانٍ مختلطٍ، ولا امرأة تحب السفر بدون محرم، وغيرها من الأمور.
أرجو الإجابة على جميع الاستفسارات المذكورة، دون تحويل لاستشارت أخرى.
وفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ننصحك بالاجتهاد في البحث عن صاحبة الدين، والاستعانة بالعلماء والدعاة، والمراكز الإسلامية، فالكثير من الدعاة لديهم طلاب وطالبات؛ وأيضاً قد تكون زوجة هذا الداعية من الداعيات، وهي على معرفة بالفتيات، ثم عليك أن تشرك الخالات والعمات، يعني لأنك ستجد من هؤلاء من تعينك على الخير.
إذا تعذر كل ذلك، فلا مانع من التعامل مع الموقع المذكور الذي يقوم عليه أهل الدين والصلاح، ولكننا ننصح وننبه إلى ضرورة أنه بعد أن يحصل التواصل، أو توجد المواصفات التي تكاد تكون متطابقة بما يطلبه الإنسان، ينبغي أن نخرج من هذا العالم الافتراضي إلى عالم الواقع؛ بأن تربط الفتاة بمحارمك، أو ترتبط أنت بإخوانها، حتى تسهل عليك مسألة إكمال المشوار.
لأننا لا نريد أيضًا للحياة الزوجية أن تبنى على هذه الشبكات الافتراضية، التي ربما لا تعطي الحقائق الدقيقة، وحتى من وجد فتاة واستجابت معه بالهاتف، أو بالنت... وهكذا، نحن دائماً ندعوهم إلى أن يستغفروا ويتوقفوا، ويعودوا إلى التعامل في الواقع، حتى لو اضطر أن يسافر إلى بلدها ليقابل محارمها، ويأتي البيوت من أبوابها، أو اضطر إلى أن يدخل الأخوات والعمات ليتواصلن معها، وهذا أمر في غاية الأهمية. التواصل الفعلي، والسؤال عن الفتاة، وعن أهلها، وحالتها وتاريخها، وسؤالها أيضاً، ومن حق الفتاة أن تسأل عن الشاب وأهله، ومن حق الشاب أن يسأل عن الفتاة وأهلها.
الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، لكنه علاقة بين أسرتين، بين بيتين، بين قبيلتين، ودائمًا نقول: سيكون ها هنا أعمام وعمات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات؛ ولذلك أرجو أن تؤسس أسرتك على تقوى من الله ورضوان. فإذًا: هؤلاء جميعًا الدعاة، العلماء، الخالات، العمات، المعارف، الأصدقاء، كل هؤلاء يستطيعون أن يسهلوا لك المهمة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
أكرر: إذا بدأنا التواصل عن طريق المواقع المخصصة لهذا الأمر، فمن المهم أن ننتقل من التواصل الإلكتروني إلى المجيء للبيوت من أبوابها، والتواصل في الواقع، فمن حق الشاب أن يرى مخطوبته، ومن حقها أن تراه، انطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (انظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم بينكما، فإن في عيون الأنصار شيئًا)، إلى غير ذلك من التوجيهات التي تؤكد أهمية النظرة الشرعية لما ينتج عنها من انسجام وتفاهم، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير.
يسعدنا أنك تطلب صاحبة الدين، وتشترط هذه الشروط الرائعة، وهذا يدعوك إلى مزيد من البحث والاجتهاد، ونعتقد أن هناك من يعين كما قلنا من معلمين، ودعاة، وداعيات، وخالات، وعمات، وأصدقاء، كل هؤلاء سيكون لهم دور في مساعدتك في الوصول إلى الفتاة المناسبة، وأنت في النهاية صاحب القرار النهائي.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.