خطبتها ثم ظهر أنها لا تناسبني فتركتها وغضبت مني.. انصحوني
2024-09-12 03:23:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
خطبت فتاةً، وكنت على علاقة سابقة معها، وتقدمت لها بنية إتمام الزواج، والتعفف، ولكن انقلب الحال، ونفرت منها، ولم تعد مشاعري تساعدني على الاستمرار في الأمر، ففسخت الخطبة، والله تعالى أعلم وأدرى بنيتي وصدقي معها، ولكن لم أوفق في الأمر، والآن هي غاضبة جدًا، وترفض أن تسامحني، وترى أنني تعمدت أذيتها، وكسر خاطرها، فهل أنا آثم عند الله؟ أم أن ما حدث لي هو ابتلاء، وخطأ غير متعمد، وشيء خارج عن إرادتي؟
الآن أنا أعاتب نفسي على حدث، ولا يشفي صدري إلا قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم).
أفيدونا في الأمر بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب.
إن الإسلام شرع الخطبة كمرحلة للتعارف وفق الضوابط الشرعية قبل الدخول في عقد الزواج، وهي مجرد وعد غير ملزم بالزواج، يتم خلالها التفاهم، والتعارف، وفق الضوابط الشرعية، مما يضمن الاستقرار، والتفاهم، والتوافق بعد الزواج.
فإن حدث التوافق والتفاهم من الطرفين، فبادروا بالدخول في مشروع الزواج، وإن لم يحدث، فإن الخطبة تُفسخ دون أي التزام تجاه الطرف الآخر، وبالتالي فإن فسخك لهذه الخطبة بناءً على عدم الارتياح، أو بسبب ظروف خارجة عن إرادتك، أو لأي سبب لا يوقعك بالإثم -بإذن الله تعالى-.
الأمر الثاني: علاقتك بهذه الفتاة قبل الخطبة، سواءً كانت ارتباطًا عاطفيًا، أو وقوعًا في فاحشة -عياذًا بالله-؛ فهي مما يوجب عليك التوبة النصوح حتى يغفر الله لك، ولا بد أن تحقق شروط التوبة: من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، وأن تجتهد في الاستقامة على طاعة الله، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة لتكفير ما حصل منك؛ فالحسنات، وفعل الصالحات، والتقرب إلى الله مع التوبة النصوح كل ذلك يكفّر تلك الذنوب والسيئات بفضل من الله تعالى؛ يقول سبحانه: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين".
الأمر الثالث: الله يعلم ما في القلوب، وما تخفيه الصدور، وسبحانه وتعالى مطلع على النوايا، ولا تخفى عليه، فإن كنت فعلاً قد خطبت هذه الفتاة قاصدًا الزواج، وبناء أسرة، ثم حدث لك من الحاجة ما يضطرك لفسخ هذه الخطبة، فالله يقول: "لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا".
وإن كنت تريد العبث بالأعراض، والإيذاء للآخرين، فإن الله يقول: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا".
أما إن كان هذا الترك لهذه المخطوبة بسبب ما حدث في الماضي من علاقة قبل الخطبة، فهذا بلا شك من نتائج مخالفة أمر الله تعالى، وشؤم الوقوع في المعاصي، فعليك بالتوبة النصوح، والاستغفار مما كان منك.
أخيرًا: مما سبق تبين أن الخطبة ليست ملزمةً لأي طرف قبل عقد القرآن، لذلك ليس من حقها أن ترفض أو تغضب لفسخ الخطبة، وما دام أن هذا الفسخ بسبب أشياء خارجة عن إرادتك، فعليك أن تدعو الله أن يعوضك، وأن يختار لك الخير، ولا يؤثر ذلك في نفسك وثقتك بالله تعالى.
وفقك الله، ويسر أمرك.