أخت زوجتي وزوجها يحرضون زوجتي على الطلاق.. فماذا أفعل؟
2024-08-06 03:44:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مطلق، وعندي طفلان أعمارهم 9 سنوات، و4 سنوات، تزوجت حديثاً بزوجة طيبة، وتخاف الله في أولادي.
قدمت إلينا أخت زوجتي وزوجها من بلد آخر للزيارة لبضعة أيام، وخلال هذه الزيارة بدأت أخت زوجتي وزوجها بالتدخل في حياة زوجتي، ونصحها بأن تطلب الطلاق بحجة أنها غير مجبرة على هذه الحياة، وعلى تربية أطفال ليسوا أطفالها، وأنها تستطيع أن تسافر إلى بلد أختها وتعمل، وتكسب دخلاً جيداً بدلاً من بقائها معي، فهم يوضحون لها أن المشكلة في وجود الأطفال، وليس لأي أمر آخر، وكل هذا الحديث أخبرتني به زوجتي من تلقاء نفسها، وأنها باتت تتهرب من أختها خشية الحديث في هذا الموضوع، فهي مقتنعة بي كزوج، وتأقلمت مع الأولاد، وتحبهم ويحبونها، ولا تريد الاستماع لأختها.
ماذا يتوجب علي أن أفعل في هذه الحالة سواء مع زوجتي، أو مع أختها؟ خاصة أنهم لا يتكلمون مع زوجتي أمامي بالموضوع، بل على العكس يظهرون كل الود والمحبة، ولكن مع الأسف تبين أن نواياهم تخريب الأسرة.
ولكم فائق الاحترام والتقدير والشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل والسؤال، ونحيي زوجتك على وفائها، وحرصها على وفائها لهؤلاء الأطفال، ونبشرُها بأنها ستنال الخير الكثير، وأرجو أن تقوم أنت بكامل الوفاء لها والإحسان إليها، فهي تستحق كل الخير.
أمَّا هؤلاء الأضياف الذين كانوا سببًا في هذا التوتر، وهذا يُسمّى (تخبيباً) من الناحية الشرعية، وهو من الأمور المحرّمة، بل ممَّا يجلب اللعنة عياذًا بالله تعالى؛ فإذا كانت زوجتك بهذا الوعي، فأرجو أن تُظهر الاهتمام بها، وتُبيّن لها حرصك عليها، وتقديرك لما تقوم به، وحافظ عليها، ولا نريد فتح الموضوع مع هذه الأسرة حتى لا تُسبب الحرج، خاصةً أنهم ضيوف عندكم، ولكن ما دامت زوجتك بهذا الوعي، فنسأل الله أن يهديهم للحق والخير، وأعتقد أن وجودهم سيكون مؤقتًا، وبعدها سينصرفون، وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.
ونحب أن نشير إلى أن هذا العمل (التخبيب) -كما قلنا- من الأمور المحرمة، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ -أو أفسدَ- امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا»، وقال: «مَنْ خَبَّبَ زَوْجَةَ امْرِئٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ، فَلَيْسَ مِنَّا»، فالإنسان لا ينبغي أن يصدر منه ما يُفسد البيوت، بل ينبغي عليه النصح والنصيحة بالخير، و«لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَقُولُ خَيْرًا، أَوْ يَنْمِي خَيْرًا»، و «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قالوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».
والزوجة -الحمد لله- طالما هي رافضة وحريصة ومُدركة لمصلحتها، أرجو أن يكون لك عمل مضاد لهذا العمل، لكن دون أن تجرحهم، بأن تُحسن لزوجتك، وتُظهر الحفاوة بها، وتُقدّر ما تقوم به، فإن المرأة تتحسن نفسيتها إذا وجدت دعمًا معنويًّا وتشجيعًا من زوجها، واعترافاً بفضلها، وشُكرها على الخدمات التي تقوم بها، وبشارتها بالثواب العظيم في رعاية هؤلاء الأطفال الصغار، وأنهم سيكونون في ميزان حسناتها، بل سيكونون أصحاب ولاء ووفاء لها -إن شاء الله- عندما تحتاج إلى ذلك الوفاء وتحتاج لتلك المساعدة، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.
ومعروف أن الإنسان يُحرج مع أضيافه، مع أن من الأضياف مَن يُسبب الأذى، ولكن دائمًا مثل هذه الزيارات تكون مؤقتة، ونتحمّل منهم، وهذه هي الضريبة التي نُؤجر عليها -بإذن الله تعالى- فإن الله يقول: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، ويقول: {فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين}، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الْمُؤْمِنُ - أَوِ الْمُسْلِمُ - الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، خَيْرٌ - أَوْ أَفْضَلُ - مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ».
ستمضي تلك الآثار، وبعد ذلك يمكن أن تمحو ما يمكن أن يكون قد علق بذهن زوجتك، من الكلام الذي ليس في مكانه. وإذا كان هؤلاء الأضياف لم يُظهروا لك إلَّا الود، فلا تُظهر لهم إلَّا الود والاحترام، خاصةً بسبب وجودهم في بيتك.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونسأل الله أن يهدي أمثال هؤلاء إلى ما يحبُّ ربُّنا ويرضاه.