أشعر بالضيق من انحياز زوجتي لأهلها، فماذا أفعل؟
2024-07-22 01:55:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما أكون متضايقًا من أحد أفراد أسرة زوجتي من موقف معين، حتى لو كان موقفًا بسيطًا، سواء كان من أخيها أو أمها، أمكث فترة متعبًا نفسيًا، وأشعر بالخذلان والسلبية من موقف زوجتي، وأتمنى أن تتصل بمن ضايقني من أهلها وتخبره بأني أجد في نفسي عليه، لكنها لا تفعل ذلك!
تحدثت معها كثيرًا وأخبرتها بأن هذا الأمر يضايقني، وهي غير مقتنعة، علمًا أنها إنسانة تحمل الكثير من الصفات الجميلة، لكني أكره هذه الطريقة جدًا.
ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وإننا نحمد الله الذي رزقك زوجة أكثر صفاتها كما قلت جميلة، وتلك نعمة منّ الله بها عليك.
ودعنا -أخي- نضع ثلاث نقاط قبل أن نجيبك؛ لأنها بمثابة التأصيل للجواب:
1- لا توجد امرأة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، فإذا عدّت أخطاء المرء ظهرت فضائله، تلك قاعدة عامة في كل مجال، وهي في مجال الأسرة محور ارتكاز، فمن علم أن النقص صفة لازمة للإنسان تقبّل الخطأ من الغير، موازنًا بين المزايا والعيوب.
2- الشيطان متربص بكل بيت في نوع من أنواع الاستقرار، وهو دائم الوسوسة لهما بغية إفساد حياتهما، ووسيلته في ذلك تضخيم أي خطأ من أي طرف، وإظهار الخطأ على أنه جرم لا يمكن التعايش معه، والعاقل -أخي- من يعرف مسالك الشيطان، ويدرك أن الحياة الزوجية لا بد فيها من هنات، وأن الحكيم هو من ينظر إلى مجموع الصفات، لا إلى صفة بعينها.
3- اعلم أن زوج المرأة منها له مكان لا يشاركه فيه أحد، تلك فطرة ماضية جبلت المرأة عليها، وفي سيرة ابن هشام، وكذا سنن ابن ماجة ما يؤكد لك هذا المعنى، وفيه: "أن النساء قُمن حين رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أُحد يسألن الناس عن أهلهن، فلم يُخبَّرن، حتى أتين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا تسأله واحدة إلا أخبرها، فجاءته حَمْنَة بنت جحش، فقال: يا حَمْنَة، احتسبي أخاك عبد الله بن جحش، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله وغفر له، ثم قال: يا حَمْنَة، احتسبي خالك حمزة بن عبد المطلب، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمه الله وغفر له، ثم قال: يا حَمْنَة، احتسبي زوجك مصعب بن عمير، فقالت: "واحزناه"، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :(إن زوج المرأة منها لبمكان).
وهنا ننصحك ألا تضع نفسك في مقارنة مع أهل زوجتك، حتى لا يكون هذا سيفًا مسلطًا عليك، فأنت عندها الأقرب والأهم، وإن لم تخبرك بذلك، تلك طبيعة نفسية فطرية لا يجب أن تغيب عنك -أخي الكريم-.
أما جوابنا عن سؤالك: فاعلم أن الزوجة -شأن كل امرأة- تحب أهلها، وتريد دائمًا التوافق بينهم وبين زوجها، وهذا يجعلها دائمًا عقلًا في منطقة محايدة وإن كانت قلبًا معك، وحدثني أنت -يا أخي-، لو حدثت مشكلة بين أمك وزوجتك وكان الحق مع زوجتك هل سيسرك أن تقول لها أمي مخطئة! أم ستحاول أن تبرر لها موقف والدتك، وأنها لم تكن تقصد، وتحاول أن تضع المعاذير حتى توفق بينهما!
على أن هناك نقطة أخرى يجب كذلك ألا تغيب عنك، وهي أن الدائرة الرمادية بين الحق والباطل كبيرة، فما تراه أنت أحيانًا خطأً كبيرًا قد لا تراه الزوجة كذلك، وترى أنك مضخم للمسألة فوق طاقتها، أو أنك حساس تجاه أهلها بصورة زائدة، وهذا كله أمر طبيعي يحدث بين البيوت.
لذا -أخي- لا نريدك أن تعطي هذا الأمر أكبر من حجمه، ولا تسمح للشيطان أن يضخمه في قلبك، فزوجتك قلبها معك، وإن لم تخبرك بذلك في موضوع أهلها.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.