أعيش حالة من اللامبالاة أثرت على دراستي وحياتي الاجتماعية!

2024-06-12 04:45:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

لا أعلم إن كانت مشكلتي معقدة، لأني لا أعلم ما هي، أنا سأحاول شرح ما يحصل معي، وأرجو من المختصين أن يعطوني جواباً وافياً يفيدني وينير بصيرتي عن سبب مشكلتي، فأنا منزعجة من نفسي وعائلتي أيضاً.

أعاني من لا مبالاة شديدة، وهذا أثر على دراستي بالطبع، رغم أني بسنة مصيرية، ولكني لم أدرس جيداً، ومع أني حالياً بوسط الامتحانات لكني لا أدرس بجد، ولا أشعر بالذنب إلا بعد تقديم المادة الامتحانية المطلوبة، وأعاود عدم الدراسة من جديد.

علماً بأني كنت من المتفوقات، وحلمي دراسة الطب، ولكن من الواضح أني سأرسب، كما أني لا أقوم بالمهام الموكلة لي بشكل صحيح، ولا أتحمل المسؤولية، ولم أعد أهتم لمخاصمات الوالدين، رغم أنهما دائماً في شجار.

لا أهتم بالحديث مع الناس، ولا أرى فائدة من إنشاء صداقات، لدي صديقة واحدة فقط، وأعاني من تشتت ذهني، فلا أركز بأي من الأمور التي ذكرتها، لا أعلم إن كان اكتئاباً، ولكني أضحك مع صديقتي وبعض الأقارب وأهلي.

أحب الرسم وأجيده، وأحب اللغة الإنكليزية، ولكن ليس لدي هدف، ولا حلم للمستقبل، لأني لا أرى أهمية لذلك، ما دمنا سنموت! لقد حاولت قراءة النصائح، وقراءة مقالات إيجابية وتحفيزية، لكن لم ينفع أي شيء، ولا أهتم إن كنت سعيدة أو حزينة بحياتي، فكما قلت: لا أجد أهمية لأي شيء.

أنا مصابة بفقر الدم والروماتيزم، ولدي نقص حاد بالحديد وفيتامين د، وأعاني من حالات هلع، وأعلم أني بحاجة لطبيب نفسي، ولكن الأسعار مرتفعة لدينا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت -الحمد لله تعالى- في الأصل لديك مهارات ومقدرات، وكنت من المتفوقات، والآن تعيشين حالة اللامبالاة هذه، وهي إمَّا أنها نوع من التهرُّب والنكران النفسي، وهذا قد يحدث في مرحلتك العمرية، أن الإنسان يهرب من واقعه لوجود أسبابٍ لذلك، أو قد لا توجد أسباب أبدًا.

قد يكون أيضًا السبب في حالة اللامبالاة وعدم الاهتمام هذه، هو أنه قد يكون لديك درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي الذي يُصيب الناس في مرحلتك العمرية، وهو غالبًا يكون عابرًا، ويكون مؤقتًا، وإن شاء الله تعالى يمكن تجاوزه.

طبعًا حالتك العضوية أيضًا مهمّة، فقر الدم يؤدي إلى الشعور بالإجهاد النفسي، والذي قد يتحول إلى اكتئاب، وكذلك قد يؤدي إلى الإجهاد الجسدي، ولا بد أن تعوضي نقص الحديد وفيتامين (د)، هذه تُعالَج بصورة بسيطة جدًّا، فأرجو أن تُصححي وضع صحتك العضوية، هذه نقطة مهمّة جدًّا.

بعد ذلك يجب أن تُركّزي كثيرًا على أن تتمسّكي بالأفكار الإيجابية، فالإنسان من الناحية السلوكية هو عبارة عن مثلَّث ضلعه الأول الأفكار، وضلعه الثاني المشاعر، وضلعه الثالث الأفعال، وأهم شيءٍ أن يستبدل الإنسان الفكر السلبي بالفكر الإيجابي، وكذلك الشعور، وإنْ فشل في ذلك لا يتخلّف أبدًا عن واجباته، بمعنى آخر: ضلع الأداء والأفعال والسلوك الإيجابي هو المهم جدًّا.

على سبيل المثال: تضعين برنامجاً يومياً مبسّطاً جدًّا، وتُطبقين ما فيه بكل إصرار وعزيمة، هذا البرنامج يمكن أن يتكوّن من أشياء بسيطة جدًّا: تجنب السهر ليلًا، والحرص على النوم المبكر، هذا فيه فائدة ونفع كبير جدًّا على مستوى خلايا الدماغ والجسد، تستيقظين مبكّرًا، ويأتيك الكثير من النشاط والحيوية، وتؤدّين صلاة الفجر، ثم بعد أن تقومي بالاستعداد الشخصي وشُرب الشاي -مثلًا- تدرسين لمدة ساعة قبل أن تذهبي إلى مرفقك الدراسي..؛ هذا برنامج بسيط جدًّا، وقابل للتطبيق، ومحفّز جدًّا، وإيجابي جدًّا، والدراسة في فترة الصباح هذه مهمّة جدًّا ومفيدة جدًّا، والساعة الواحدة تعادل ثلاث ساعات في بقية اليوم.

من الضروري أن يشمل برنامجك اليومي تمارين رياضية بسيطة، مثل تمارين شد العضلات، وتمارين الإحماء، أن تقرئي ورداً من القرآن يوميًا، أن تجلسي مع والديك حتى ولو لفترة قصيرة..هذه تطبيقات بسيطة جدًّا لكنها مهمّة جدًّا، وأي إنجاز إيجابي تقومين به سيكون محفّزًا لك للمزيد من الإنجازات الإيجابية، والأداء الإيجابي في حياتك.

تواصلي مع صديقاتك؛ لأن التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية من أفضل ما يُؤدي إلى إزالة أي نوع من الاكتئاب أو عُسْرٍ في المزاج.

قولك: "إنه ليس لديك هدف ولا حلم لأنك لا ترين أهمية لذلك ما دمنا سنموت" هذا فكر وسواسي تشاؤمي سلبي، وهذا يُعالج بالتحقير، وبالتجاهل، وباستبداله بأفكار مخالفة..، الحياة طيبة، والحياة جميلة، والله تعالى أكرمنا وخلقنا لعمارة هذا الكون، ولأن ننفع أنفسنا وغيرنا، المنطق يجب أن يستبدل في مثل هذه الحالات، لا تكوني فقط مستقبِلة للفكر السلبي دون ردِّه، لا.

سيكون من الجيد لو تناولت دواءً بسيطاً، مُحسِّناً للمزاج، مثل: عقار (سيبرالكس) والذي يُسمى علميًا (اسيتالوبرام) هو دواء سليم جدًّا، ولن يتعارض مع حالتك الصحية الجسدية، تناوليه بجرعة نصف حبة -أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناول السيبرالكس، هو دواء فاعل وممتاز وغير إدماني، ولا يُؤثر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net