أريد تغيير تخصصي الدراسي وآراء من حولي سلبية!
2024-03-24 02:29:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا الآن طالبة في السنة الأولى، في شعبة هندسة صناعية في بلد أجنبي، مند وصولي إلى هذا البلد واجهت عدة ضغوطات منها المرض وصعوبة في إيجاد السكن..إلخ، كما تراكمت علي آراء من حولي، كلها سلبية، خاصة في ما يخص شعبة دراستي، فمع كل هذا الضغط تراجع مستواي الدراسي بشكل كبير، مما جعلني أكره هذه الشعبة وأرغب في تغييرها، خاصة أن العلامة العالية ضرورية لأستطيع إكمال دراستي في جامعة أخرى لأتمكن من التخرج كمهندسة.
أنا الآن أفكر في دراسة علوم الحاسوب، لكن في كل مرة أتردد، أخاف أن أتخذ القرار الخاطئ للمرة الثانية، لم تعد لدي ثقة في قراراتي، ولا في قدراتي الدراسية، رغم أني كنت من الأوائل دائماً، كما أصبح لدي خوف كبير من المستقبل، إضافة إلى تفكيري دائماً أني عبء ثقيل على عائلتي.
بماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أختي -الفاضلة- أنت في هذه السن المبكرة تخوضين تجارب صعبة، فمن الطبيعي جداً أن تشعري بتلك الضغوطات والصعاب، خصوصاً عندما تكونين في غربة بعيدة عن أهلك، وفي بلد أجنبي، لذلك من المهم جداً الاستعداد لمثل هذه التجارب قبل القدوم عليها، حتى لا يعيش الإنسان صدمة الواقع الصعب، وينتج بعد ذلك اتخاذ قرارات مندفعة، أو فوات الكثير من الفرص.
يكون الإعداد الأمثل لمثل هذه التجارب، بدراسة متأنية وواقعية لكل خطوة تُقدمين عليها، كالسؤال عن حكم السفر والبقاء في الغربة للدراسة، وكيفية العيش بعيدة عن أهلك، وسؤال أهل الخبرة وأصحاب التجارب السابقة، وقبل اتخاذ أي قرار لا بد من معرفة ميول النفس واستعدادها، وكذلك قدرات الإنسان والمهارات التي يمتلكها، فمجرد الطموح والرغبة لا تكفي لتحقيق الأهداف.
التردد -أختي الفاضلة- الذي تمرين به ينشأ غالباً من عدم وضوح الأهداف والرؤية التي تسعين إليها؛ وهذا يدفعك لتوسيع دائرة الاستشارة لعدد كبير ممن حولك، وكل شخص يقدم لك رأيه بناء على تصوراته الذاتية وأفكاره وتجربته الشخصية، وهذا الذي يزيدك حيرة وتردداً.
كما ينشأ التردد أيضاً من عدم وجود خطة واضحة للأهداف والطموحات ومراحل تحقيقها، وكل هذا يحتاج منك -أختي الفاضلة- إلى اختيار المستشار الأمين صاحب التجربة والمعرفة، ليساعدك في الوصول إلى أقرب القرارات الصائبة، فتعدد الآراء يشتت الإنسان، خصوصاً عندما تكون من غير المختصين، ومن غير أهل التجارب والممارسة.
لذلك لا ينبغي استشارة أي شخص لمجرد كونه صديقاً أو شخصاً مقرباً إلا في حدود ما يعرف أو يُحسن، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المستشارُ مؤتَمنٌ) مؤتمن على الصدق والنصح والإرشاد الذي سيقدمه.
لذلك ننصحك -أختي الفاضلة- أن تبادري أولاً إلى أهل الخبرة والاختصاص في اختيار التخصص المناسب لك، والذي يتناسب مع وضعك وقدراتك وواقعك الدراسي، ثم ننصحك بدعاء الاستخارة، وحُسن التوكل على الله، وتقوية الصلة به سبحانه، فكل هذه الأعمال الصالحة تذهب من القلب القلق والتردد، وتحقق السكون والطمأنينة للنفس، وهذا الأمر مهم جداً عند اتخاذ أي قرار.
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وفي لفظ (إذا حزبه أمر صلى) فهدوء النفس والابتعاد عن التشتت، ووضوح الرؤية مهم عند اتخاذ أي قرار، خصوصاً القرارات المصيرية في الحياة، كالدراسة والزواج ونحوه، فاجتهدي في القرب من الله تعالى، والتضرع إليه بأن يختار لك الخير ويوفقك لبلوغه، واستعيني بكل الوسائل التي ذكرنا، وبعون الله يذهب عنك كل ما تجدين من تردد وأفكار سلبية.
وفقك الله وأعانك على الخير وسدد خطاك.
=============
للفائدة عن السفر للدراسة في بلاد أجنبية، يمكنك قراءة هذه الفتوى:
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/135412/