هل ذكر مساوئ الشخص الذي قد يضر أختي يعتبر غيبةً؟
2023-11-01 01:41:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أختي على علاقة غير شرعية بشخص، يتحدثون في الهاتف، ويذهبون إلى المقهى، وعندي إحساس كبير جدًا بأنه سيء، وعندما نصحتها بتركه رفضت ذلك، بحجة الحب!
كما أنهما دائمًا ما يتخاصمان، فهو دائمًا يجرحها بالكلام، ويقول لها كلامًا سيئًا، وهذا ما سمعته بأذني، ولكن بعد ذلك يطلب العفو من أختي، ويعودون كما كانوا في السابق أحباء، وهذا ما يغضبني؛ لأنه يقلل من قيمة وكبرياء أختي، لذلك لم أتحكم بغضبي، وقلت لها كلامًا مؤلمًا، بأنه سيئ، وذكرت عدة مساوئ في الرجل، وأن العلاقة التي لا ترضي الله في بدايتها، فإن نهايتها لن ترضيها!
فهل يعتبر ذلك غيبةً له؟ وهل صحيح ما قمت به؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يهدي أختك، وبعد:
لا شك أن ما فعلته أختك أمر محرم في الشريعة، فلا يجوز التواصل بين فتاة أجنبية مع شاب ولو بغرض الزواج؛ لأن هذا قد يفتح بابًا للشيطان، وقد قال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) وكم رأينا -أختنا الكريمة- بسبب هذا التواصل من فساد لا يعلمه إلا الله، ونسأل الله أن يجنب أختنا ذلك، بل إن الزواج -إن حدث- لا يستقر، وتكتنفه المشاكل؛ لأنه بنيان على غير قواعد شرعية صحيحة.
لذا فإن الواجب عليك تبيان حرمة هذه اللقاءات لها، وأثر هذا التواصل عليها بالقول الحسن، والأسلوب اللين، واستعمال كل وسيلة مشروعة لصدها عن هذا الطريق، بما في ذلك نصحها، أو التحدث مع والدتها، المهم أن تجنبوها هذا الطريق وعواره.
ذكرك لسيئات الرجل بما فيه لا يعد غيبة؛ فإن العلماء قد اتفقوا على حرمة الغيبة إلا في ستة مواطن:
القدح ليس بغيبة في ستة ... متظلم، ومعرف، ومحذر
ومجاهر فسقًا، ومستفت، ومن ... طلب إلاعانة في إزالة منكر
فالتحذير من أهل الباطل ليس من الغيبة، وكذلك المتظلِّم الذي يقول: ظلمني فلان، والـمُعَرِّف؛ الذي يعرِّف بالناس بما فيه من صفة كأن يقول: فلان الأعور، أو الأحدب، أو الأعمى بقصد التعريف.
والـمُحَذِّر: وهذا مثل ما فعلته مع أختك، فهذا من باب النصيحة، وليس الغيبة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ - يعني حكام المسلمين – وَعَامَّتِهِمْ).
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر، والله الموفق.