ما دلالة سماع أصوات عند تشغيل سورة البقرة في البيت؟
2023-07-06 02:19:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أنوم أطفالي في غرفتهم، والقارئ يقرأ سورة البقرة، فغفت عيني بجانب ابني لدقيقة، وأفقت على صوت نهنهة بكاء، فهل هذا يدل على وجود شيء في البيت؟ وماذا يجب عليّ فعله؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص سؤالك، فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:
أولاً: من الهدي النبوي الذي علمنا إياه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قراءة سورة البقرة في البيت، فقد جاء في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ـ وفيه: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"، وفي صحيح ابن حبان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، ومن قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام".
وعليه فالأصل قراءتها، لكن إن عجزت عن القراءة فلا بأس بالاستماع إليها، مع التدبر فهي نافعة -بإذن الله-.
ثانياً: ما حدث معك لا يثبت شيئاً كما لا ينفي، والنهنهة التي سمعتيها قد يكون أمراً عادياً من الطفل أو منك، وقد يكون أثر حلم حتى ولو لم تتذكريه، وعليه فلا نحب تفسير الأحداث تفسيراً سلبياً.
ثالثاً: الناس تضخم الأحداث الصغيرة، ومنها ما تخافين منه من وجود سحر أو حسد أو جن أو ما شابه، ونحن نقول لك: إن هذا كله حق وموجود، لكنه لا يقع إلا بإذن الله، ولا يقع مع من تحصن بالأذكار الصباحية والمسائية وحافظ على أوراده.
رابعاً: إننا ننصحك أن تتغافلي عما حدث، ولا تعيريه أي اهتمام في تفكيرك، واجتهدي في المحافظة على أذكارك، وثقي أنك محفوظة بحفظ الله ما دمت محافظة على الأذكار، ففي صحيح البخاري في قصة أبي هريرة: عندما وكل بحفظ الطعام (صدقة رمضان) وفيه.. فقال ـ أي الشيطان ـ: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال معك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" صدق وهو كذوب ذاك شيطان"، وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان".
كما أن ذكر الله عند دخولك البيت حصن، ففي صحيح مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل ولم يذكر اسم الله تعالى قال الشيطان: أدركتم المبيت والعشاء".
يضاف إلى ذلك ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك".
وفي الترمذي وأحمد عن الحارث الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها... الحديث وفيه: وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله".
فاطمئني، وأملي في الله الخير، ونحن نسأل الله أن يحفظك وأن يسترك، والله الموفق.