تنتابني وساوس خبيثة حول وجود الله تعالى، فكيف أنجو منها؟

2025-01-28 01:25:44 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 18 سنة، أعاني منذ فترة من وساوس خبيثة في وجود الله، وأحيانًا في وجود الجنة، والنار، ويوم الحساب، وقد سيطر عليّ الآن وسواس عدم وجود الله -والعياذ بالله-، وازدحمت في رأسي فروض عقلية كثيرة، وأصبحت قلقًا ومكتئبًا.

فأنا أحيانًا أسأل نفسي: لماذا الله خلق كذا وفعل كذا؟ وعندما لا أستطيع أن أجيب عليها أشعر بقلق شديد، وتقول لي الوساوس أرأيت إذًا الله غير موجود -والعياذ بالله-، وأنا خائف كثيرًا، ودخلت في حالة اكتئاب، ولم أستطع التخلص منه، علمًا بأنه أتاني في وقت سابق، وتخلصت منه -والحمد لله-، لكنه عاد، ولم أستطع طرده من تفكيري.

أرجو أن تساعدوني، لأنني قرأت كثيرًا من الاستشارات السابقة واستفدت قليلاً، ثم عاد الوسواس مرةً أخرى.

وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يثبتك على الحق حتى تلقاه.

اعلم أخي الكريم: أننا نأخذ كل رسائلكم على محمل الجد، وربما نقرأ الرسالة مرةً، ومرتين، وثلاثا؛ حتى نبصر ما بين السطور ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فلا تقلق -أخي-.

بالعودة إلى سؤالك: فإن المشكلة التي معك ليست في الوسواس على ما توهمت؛ فأنت قادر -بإذن الله- على دحره، والتخلص منه، وقد سبق لك وطردته من حياتك.

وعليه فالمشكلة ليست فيه، بل في عدم علمك، أو ضعف حصيلتك العلمية، مع التفكير في جزئيات صغيرة، وغياب الكليات الجامعة، فمثلاً: تتحدث عن لماذا خلق الله العالم في الوقت الذي لم تستمع الإجابة عن الدليل على وجود الله؟ وهذا ما يصيب أي أحد بربكة، واضطراب، وقلق، واكتئاب؛ ذلك أن القلب مؤمن، ويقينه جازم، لكن المعرفة غائبة.

وإذا قرأت -أخي الكريم- كتاباً واحدًا في العقيدة، أو استمعت إلى شرح مبسط لها لاستطعت أن تتجاوز هذه المرحلة بيسر وسهولة.

دعنا نضرب لك مثالاً الآن: نحن نسألك ما الدليل على وجود الله تعالى؟

إذا كانت الإجابة عندك حاضرة، فستجيب وأنت مستريح البال، هادئ الطباع، أما إذا كانت غائبةً، فستجد الوساوس مدخلاً لقلبك وعقلك، مع تأكيدنا على إيمانك الكامل بوجود الله، لكن كما أسلفنا لك إيمان ينقصه العلم.

ودعنا الآن نجيبك إجابةً مختصرةً جدًا على هذه السؤال، ثم بعد أن نفرغ منه انظر إلى الفارق لتتأكد أن المسألة مسألة معرفة لا أكثر.

الأدلة على وجود الله تعالى وربوبيته كثيرة منها:

- الأدلة الفطرية.

- الأدلة البرهانية.

- أدلة الآيات النفسية والكونية.

- الأدلة العقلية.

وسنضرب لك مثالاً على أدلة الآيات النفسية الكونية، والتي استخدمها نبي الله موسى -عليه السلام- في محاججته لفرعون حين سأله الأخير: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) فقال له موسى -عليه السلام- :(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ)، وقال أيضاً: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)، وحديث موسى -عليه السلام- ملزم؛ لأن انتظام العالم كله ووجود السماوات والأرض، وحركة الشمس التي لا تضطرب؛ دليل على أن مدبره إله واحد، وملك واحد، ورب واحد لا إله للخلق غيره، ولا رب لهم سواه، وفرعون ليس أمامه إلا التسليم أو المكابرة التي لا تستند على علم؛ لأن الشمس والقمر، والأرض والسماء، وحركة النجوم كل هذا موجود من قبل أن يخلق فرعون، وبعد أن يموت.

هذا -أخي الكريم- أحد الأدلة على وجود الله، فإذا أضفت إلى ذلك معرفتك بكل الأدلة الأخرى، ثم أتاك الشيطان بوسوسة حول وجود الله، هل ساعتها سيكون عندك أدنى تردد في الجواب المحكم؟

وعليه أخي الكريم: فإننا نرى أنه بجانب علاج الوسوسة الذي تحدثت عنه، فإننا ننصحك بدراسة كتاب في العقيدة، وستجد فرقاً كبيرًا بعد ذلك.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.

www.islamweb.net