ابني يريد الزواج من فتاة لا أرضاها له، فما العمل؟
2023-02-08 02:29:58 | إسلام ويب
السؤال:
لي ابن وحيد ربيته لوحدي تمامًا بما يرضي الله ابتغاء وجه الله، وعلى الطاعة، ولكن للأسف بعد أن أتم 27 سنة، واعتمد على نفسه ماديًا طردني من حياته، بمعنى أنه قرر الزواج بفتاة ليست منا ولا تمت لنا بصلة، وللأسف هي وأهلها يمكن أن يؤذوا ابني.
وهنا ابني قال لي إما الزواج منها أو الخروج من حياتي؛ لأني سوف أتزوجها على الرغم من عدم رضاك، وليس مهمًا وجودك في حياتي!
ماذا أفعل؟ وماذا عن عقوق الأم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن التربية لهذا الابن، ونسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
وأرجو أن تقفي طويلاً قبل أن تعترضي على زواجه، فـ (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
الوالدان دورهم توجيهي إرشادي، وليس لهم أن يمنعوا ابنهم إلَّا إذا كان هناك إشكال من الناحية الشرعية، فإذا كانت الفتاة في نفسها صالحةً، والخوف – كما هو واضح – من أهلها؛ فأرجو أن يكون لرفضك حدود، حاولي أن تكسبي ابنك، وتكوني إلى جواره، وأعينيه على ما يُرضي الله تبارك وتعالى، وشجعيه على التواصل مع الموقع.
ونحن بلا شك نحذّر من عقوق الوالدين، ونؤكد أنه لا يجوز تقديم أي إنسان في هذه الدنيا على الأم، فأولى الناس بالرجل أُمّه، وأولى الناس بالمرأة زوجها، والزوجة ينبغي أيضًا أن تتقرب إلى الله تبارك وتعالى بطاعة زوجها، ومن طاعة زوجها البر بأُمِّه والإحسان إليها.
وعليه أتمنى ألَّا تقفي دون دراسة الموضوع من ناحية شاملة ومن ناحية كاملة، وأنت تُشكرين على حرصك على الخير، لكن لم توضحي لنا ماذا عن الفتاة؟ هل هي مُصلّية مطيعة لله تبارك وتعالى؟ وهذا مرجّح كبير (فاظفر بذات الدّين)، أمَّا كون أهلها فيهم إشكال، وأنت تخافين عليه من أهلها، فهذه الأمور نسأل الله أن يُعينكم على تجاوزها.
فنحن أيضًا في زمانٍ قد يصعب على الرجل أن يجد فتاةً ليس فيها عيب ولا في أهلها، كما يصعب على الفتاة أن تجد شابًّا بلا عيوب وبلا نقائص في أهله وبيته وأعمامه ومَن حوله، ولذلك الإنسان ينبغي أن يُسدد ويُقارب.
فإذا وجدت منه إصراراً على الاستمرار في الزواج، فأرجو أن تسامحيه وتعاونيه، وأن تُكثري له من الدعاء، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينه على بِرّك، وأن يُلهمه السداد والرشاد، وأن يُعينك أيضًا على إصلاحه وإصلاح الزوجة إن كان عندها نقص أو تقصير.
نسأل الله لك ولنا ولهم التوفيق والهداية.