قسوة أبي وترصده لي يحول بيني وبين التوبة، فماذا أفعل؟
2025-01-21 22:27:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أحاول جاهدًا أن أُجاهد نفسي وأبتعد عن المعاصي، ولكن في بعض الأحيان أضعف وأعود إلى العادة السيئة.
عندما أريد الاغتسال أو الاستحمام يمنعني والدي من فعل ذلك، ويذلني بكلامه بطريقة غير مباشرة، حيث يشير إلى أنني سيء وأفعل الفاحشة، وكلامه يؤذيني بشدة، ولا أستطيع الاغتسال إلَّا مرتين في الأسبوع، وإذا فعلت أكثر من ذلك يعاود الإساءة لي.
أريد دائمًا أن أستعيد قوتي بعد كل سقوط وأجاهد نفسي مرة أخرى، وأعود للصلاة، ولكن تصرفات والدي تمنعني وتحول بيني وبين التوبة.
ماذا أفعل؟ أصبحت في حالة أسوأ من ذي قبل، أصلي يومًا أو يومين ثم أنقطع، أعاود العادة السيئة، ويعاود أبي توبيخي، وأنا لا أريد أن أعود إلى العادة السيئة، وهذا يجعلني في حالة من اليأس، وأصبح لدي شعور أنني لا أستطيع النهوض مرة أخرى، لأني أعلم أن أبي لي بالمرصاد، وسيؤذيني بكلامه السلبي مرة أخرى، وهذا يجعلني أشعر بالندم.
حياتي أصبحت سيئة للغاية، ولا أستطيع النهوض مجددًا؛ لأن والدي لي بالمرصاد، وكل ما أريده هو أن يتوقف عن تعليقه وكلامه السلبي المؤذي، فما هو توجيهكم ونصحكم لي؟
شكراً لكم، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ No name حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يُيَسِّر لك الهدى والتقى والعفاف والرضا.
أخي الكريم: دعنا نؤكد ابتداءً على حقيقتين:
الحقيقة الأولى: أن كل سلوك تربوي نحن لا نقبله، ولا نصوبه حتى وإن صدر من الوالد لولده، لكن ذلك لا ينبغي أن يُنسينا أن عاطفة الوالد تجاه ولده هي أصدق عاطفة وأخلصها، وأنه لا يوجد على ظهر الأرض من يحبك كحبه لك، ومَن يريد لك الخير والرشاد والهداية والنجاة كإرادته لك.
الحقيقة الثانية: أن الدافع إلى فعل الوالد هو حرصه عليك وخوفه عليك، وقد يكون أبوك لاحظ تغييرًا فيك قبل ذلك، وقد ذكرت في صدر رسالتك أنك أحيانًا تضعف وتفعل هذه العادة، ووالدك يقرأ ما فيك من خلال نظرة واحدة منه، ويعيش معك تحت سقف واحد، وبفراسته كوالد يعلم ما أنت عليه، وعليه ينبغي أن نفسِّر ذلك على مثل هذا الإطار.
أخي الكريم: لأجل أن تتفادى انتقاد والدك عليك بما يأتي:
1- الإحسان في علاقتك بالله عز وجل، فإنك متى ما أصلحت حالك مع الله، انعكس هذا على حياتك وعلى سلوكك وعلى وجهك، وهذه رسائل تصل للوالد بلا تكلُّفٍ منك ولا اجتهاد.
2- تعمَّد الحديث مع الوالد كثيرًا، خاصةً في المسائل الشرعية التي تخص دينك، ودعه يرى الاهتمام منك بذلك.
3- تخلَّص من كل صاحب سيء الخلق، واستبدل هؤلاء الأصحاب بأصحاب جدد يُعينونك على الطاعة، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، فانظر مَن تُخاللْ ومَن تُصاحب، وهذا أعون لك على الاستقامة، ورسالة لوالدك تجعله يُغيّر سلوكه معك.
4- تعمَّد إن أردت الاستحمام الطبيعي أن تجعله بعد الصلاة، سواء في البيت مع الوالد أو في المسجد، هذا سيصرف عن والدك كل ريبة، ولا شك أن هذا لا يستمر طويلاً.
5- لا تحمل كلام أبيك على أي محمل سلبي، واجتهد في إعانته ومساعدته، وتغافل عن أي انتقاد، وستجد تغييرًا في حياتك وسلوكك ومعاملة والدك لك.
نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، والله الموفق.