لدي طفلة عصبية ونوبة الغضب لديها شديدة‘ فكيف أتعامل معها؟
2022-07-07 05:10:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عندي مشكلة في التعامل مع طفلتي الصغيرة، وهي منذ صغرها لديها عصبية، وكنت أظن ذلك بسبب الجينات، لوجود أشخاص عصبيين في العائلة.
المشكلة الآن أني فقدت السيطرة على عصبيتها، وأيضاً هي فقدت ذلك، فنوبة الغضب لديها تستمر نصف ساعة أحياناً، وفي بعض الأوقات لا تستجيب، وترفض كل شيء إلا إذا حصلت على ما تريد.
تستمر بالبكاء والصراخ، والسب، وحتى تعتدي جسدياً علي بالضرب، لبيان رفضها وسوء مزاجها، وحتى تحصل على ما تريد، والتحدث معها بالمنطق في هذا الوقت صعب.
أشعر أنها مغيبة عن الوعي، وممكن أن تتكرر النوبة أكثر من مرة باليوم، من مرتين إلى ثلاث، وهناك أسباب عديدة، منها دلال زائد، بسبب إعطائها ما تريد عند بكائها وهي صغيرة، ومشاكل عائلية كانت قديماً.
أعرف الأسباب ولكن أجهل الحل، وأصبح الموضوع هماً بالنسبة لي، ودعائي المستمر لها بالهداية والصلاح، أحاول أن أصاحبها وأتقرب منها، ولكن المشكلة مستمرة.
هل يجب علي أن أفحصها؟ وما هي الفحوصات اللازمة؟
جزيتم خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بالأخت الفاضلة، ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية بهذا السؤال المفصل، ومع الأسف لم يظهر عندي كم مضى من عمر طفلتك، حفظها الله، حيث لم يذكر في السؤال عمرها، إلا أنك ذكرت أنها طفلة صغيرة، فأنا أقدر أنها بين السنتين أو ثلاث وربما الخمس سنوات.
على كل حال، تكثر عند بعض الأطفال نوبات العصبية هذه والغضب، وخاصة عندما تريد أو يريد الطفل الحصول على شيء ما، ومن خلال تجربة الطفل فإنه يعتاد أنه بعد دقائق من البكاء يحصل على ما يريد، فلذلك يستمر بهذا السلوك من البكاء والإلحاح والعصبية والصراخ، حتى يحصل مطلبه.
الغالب أن الأسرة وخاصة الأم -مع اعتذاري لك- يضيق صدرها من كثرة البكاء، فتستجيب لطلب ابنتها، مع أنك ربما قلت لها إنك لا تعطينها، وبالنهاية تعطينها، فهذا يعلم طفلتك أن البكاء بقدرة قادر يحول كلمة لا إلى نعم، فبالتالي لا تشعر الطفلة بأن عليها تغيير هذا السلوك من الإلحاح والبكاء، والمطالبة والصراخ، والعصبية، حتى تحصل على ما تريد.
إذاً ما هو المطلوب الآن؟ المطلوب أن تعلم الطفلة أنك عندما تقولين لا وأنت تكونين منطقية، ومعقولة لكلمة لا، فإنها وإن بكت فإنها ستدرك أن كلمة لا لن تصبح نعم، وبالتالي تتعلم الطفلة أنها إذا أرادت شيئاً فعليها أن تطلب بالشكل المعقول وليس بالبكاء والصراخ.
طبعاً الآن هي طفلة صغيرة، وإذا استمرت على هذا السلوك ولنقل بعد 10 سنوات تصبح بعمر 13 أو 14 أو 15 سنة فستستمر بهذه المطالبة، ولكن ليس عن طريق البكاء، وربما عن طرق أخرى لتضغط عليك، وتحول كلمة لا إلى نعم، بينما إن تعلمت الآن شيئاً من الانضباط أن الوالدة عندما تقول: لا، فهي تقصد لا، ولن تصبح نعم، وبالتالي تكونين قد علمت طفلتك الانضباط.
لأجل السلوك الحسن المطلوب، أنصحك الآن في هذه المرحلة بثلاثة أمور:
أولاً: أن تتأكدي أن الطفلة لا تعاني من مرض معين، وعادة أنصح الأم أن تأخذ الطفلة إلى طبيب أطفال يفحصها مرة واحدة ويستبعد وجود شيء آخر، هذا أولاً.
ثانياً: أن لا تستجيب للضغوط والبكاء والعصبية والصراخ، فإذا قلت: لا، يبقى جوابك لا، دون أن تغيري رأيك، بشرط أن تكون كلمة لا، معقولة، ومنطقية، وفي الوقت المناسب.
الأمر الثالث وهو مهم جداً: أن تعطيها الكثير من الانتباه والرعاية عندما يكون تصرفها سليماً، بعيداً عن البكاء والصراخ.
نحن عادة لا نلاحظ السلوك الإيجابي، ونتجاهلها ونعطي انتباهنا للسلوك السلبي، وهذا عكس ما يجب أن نفعله، ما علينا فعله هو ملاحظة السلوك الإيجابي، وتعزيزه بإعطاء الانتباه، وتجاهل السلوك السلبي، وبالتالي نجد الطفل يلجأ للسلوك الإيجابي بعيداً عن السلبي، لأننا عززنا عنده السلوك الإيجابي.
أخيراً: أدعو عادة أن يستعين الآباء والأمهات على تربية أطفالهم بقراءة كتاب أو كتابين في تربية الأطفال، وهنا أنصحك بكتاب أولادنا من الطفولة إلى الشباب، من تأليف الدكتور مأمون مبيض، ويمكنك الحصول عليه من خلال موقع نيل وفرات دوت كوم، أو من خلال موقع جمالون في الأردن، تطلبين الكتاب ويصلك.
نحن أمة اقرأ، (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وأنا أفهم من الآية هذه أن أي عمل علينا أن نقوم به يجب أن نبدأ بالقراءة عنه. أدعو الله تعالى لك براحة البال وسلامة طفلتك، وكل عام وأنتم بخير في هذه الأيام، حيث نحن مقبولون على عيد الأضحى.