كيفية إبطال مفعول السحر
2006-03-16 11:24:23 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌ ملتزم، تزوجت منذ سنتين، وبعد زواجي بشهرين دخل مكتبي لص وسرقه، وكانت خسارتي كبيرة جداً، وبعدها بشهرٍ فقط احترق بيتي وخسرت العفش بأكمله ومبلغاً كبيراً من المال كان أمانةً لشخص عندي وليس لي، وبعدها بثلاثة أشهر أُصبت بهبوط ضغط تسبب لي بغيبوبة في الشارع، نقلني بعض المواطنين للمشفى، وسرق أحدهم مني حقيبتي التي كُنت أحمل فيها مبلغاً كبيراً من المال، والذي هو ثمن بيتي الذي بعته لأرد الأمانة التي احترقت في بيتي سابقاً، وبعد كل هذه المصائب أقول حسبي الله ونعم الوكيل والحمد لله أني لم أبتلَ في جسدي أو عائلتي، وبعد أن صِرت صفر اليدين ومحملاً بالديون، والناس يتحدثون عني مُشفقين لحالي أتى شخص لا أعرفه، فقال لي: أنا أعتذر منك وأريد أن أعترف لك أني كنت أغار من نجاحك وسمعتك الطيبة بين الناس، لذا ذهبت وعملت لك سحراً رميته في دارك ومكتبك ليخرب بيتك، وأنا نادم، وبدأ بالبكاء أمامي، وهو رجل أكبر مني بعشر سنوات، أعطيته منديلاً وسألته لماذا فعلت بي هذا؟ فقال إنه الحسد، وزاد أنه نادم، وانصرف من أمامي باكياً على حالي ورافضاً إخباري بهويته، فماذا أفعل؟
كيف أفعل؟ وكيف أتصرف؟ وكيف أُبطل مفعول السحر الذي قلب حياتي رأساً على عقب؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ امرؤ القيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكَ، وأن يلهمك رشدك ويعيذك من شرور مساويك.
فإن السحر من عمل الشيطان وأعوانه، ولا يفلح الساحر حيث أتى، والساحر كافر، والمؤمن يبتلى فيصبر ويصابر، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فمن رضي فله الرضى، وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط، وأمر الله نافذ، فلتصبر ولتحتسب.
وإذا علم الإنسان مكان السحر فإنه يخرجه ويقرأ عليه المعوذات وآية الكرسي وخواتيم البقرة، وآيات السحر في سورة البقرة وغيرها من السور، مع ضرورة المواظبة على أذكار الصباح والمساء، ومراقبة الله في السر، والاحتكام لشريعته الغراء.
وأرجو أن تعمر دارك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وأخلص في توحيدك وعبادتك، وواظب على صلواتك، واجعل في بيتك من صلاتك غير المكتوبات، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً.
واحرص على تقوى الله وطاعته، وأكثر من الاستغفار ومن الصلاة على النبي المختار، وأحسن إلى المحتاج والجار، واجتهد في حسن الاحتياط والتدبير، ولا تحمل معك الأموال الكثيرة، وكن مع إخوانك الصالحين، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وتعوذ بالله من الشيطان ومن كيد أعوانه من السحرة وأهل العصيان، واعلم أن كيدهم ضعيف، فاستعن بالله وتوكل عليه، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، وابدأ حياتك بأمل جديد وروح جديدة.
والله ولي التوفيق والسداد!