هل أقبل بالخاطب وأتغاضى عن سلوكياته غير السوية؟
2021-05-31 05:20:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إسلام ويب أنتم بعد الله السند وعائلتي الثانية.
أنا فتاة عمري19، تقدم لي ابن خالتي ذو الـ 24، هو طيب وحنون وكريم، أنا أحبه وعائلته، وهو يحبني كثيرا لكن حالته المادية ضعيفة؛ لذلك لا نستطيع أن نخطب الآن، عائلته مفككة تتكون من أمه وإخوانه 2 بسبب تربيته، هو وحيد منذ الطفولة، ويكلم بنات كثيرا، ويدخن، وأصبح يشرب الخمر، ويكذب، وأسلوبه جارح! أعلم انه يحبني كثيرا لكن ليس لديه أولويات، وغير ملتزم دينيا، يريد الزواج بسرعة للاستقرار بدون تفكير بتبعات الزواج وما له وما عليه من حقوق.
أنا كسر قلبي كثيرا بسبب تصرفاته وأسلوبه، أنا أريد أن أكون كما يرضى الله عني، ولا أجد أفكارنا متشابهة لكن لا أحد يفهمني، قلت لأمي عن خيانته، يقولون أنه وحيد وسيتغير بعد الزواج، من سيضمن لي هذا؟
أنا خائفة، هل أقبل وأحتسب الأجر عند الله بأنه سيتغير بعد الزواج بالمودة والرحمة؟ لكني أخاف أن ذلك سيؤثر على تربية الأطفال -لا قدر الله- أو أتركه؟ هل أخبره بأني أعلم بخياناته بالهاتف ام أبقى على كتمي للأمر كما أخبرتموني في استشارة سابقة؟
انصحوني نصيحة مفصلة، جزاكم الله الجنة، لأني أعتبركم عائلتي ومالي بعد الله سواكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
وأرجو أن يعلم الأولياء وتعلم الأسرة أن شرط الدِّين والأمانة والأخلاق هي الشرط النبوي الشرعي للقبول بالخاطب، (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه/دينه وأمانته فزوُّجُوه).
ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاه ابن الخالة، ولكن نتمنَّى أن يقف العقلاء من الأسرة ليكلِّموه عن ضرورة التوبة والعودة إلى الله وترك هذه الكبائر والذنوب، والالتزام بهذا الشرع الذي شرَّفنا الله تبارك وتعالى به.
وأرجو أن يكون هذا قبل الزواج، لأن الدخول في الحياة الزوجية وحالته هذه فيها مخاطرة، ولذلك أرجو أن تُفهمي العقلاء بأنك لا تُمانعي، وأنك تتشرفين به، وأنه ابن الخالة، وله المنزلة الرفيعة، وأنك تحبينه لكن لا تستطيعين القبول به ما لم تتغيَّر الأمور التالية، ثم تُحددين الأمور الكبيرة، لأن هناك كبائر وذنوبا كبيرة مثل شُرب الخمر، وطبعًا الكذب أيضًا، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وجد أو علم من إنسان كذبًا لا يُقبل عليه حتى يعلم أنه أحدث توبة.
فلذلك أرجو أن تكون الرسالة كالآتي، أنك ستوافقين عليه، وأنك ستحبينه، وأنه في المنزلة الرفيعة عندك، لكن لابد أن يتخلَّى عن هذه المخالفات الشرعية الواضحة التي يصعب للحياة أن تستقيم مع وجودها، ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.
وعليه: نحن ننصحك أولاً بالدعاء لنفسك وله.
الأمر الثاني: باحترام مشاعر أهله وأهلك ورغبتهم، وإسماعهم الكلام الجميل.
الأمر الثالث: تنبيه العقلاء والفضلاء والعاقلات إلى الأسباب التي تجعلك تترددين في إكمال هذا المشوار، وهي هذه المعاصي الظاهرة الطافحة، ويفضّل أن يكون الكلام مع محارمك من الرجال، لأن الرجال تأثيرهم عليه أكبر.
ولا مانع أن تقولي: (لو ترك هذه الأشياء فلا أريدُ شيئًا)، والصحابية جعلتْ مهرها الإسلام، أن يُسلم ذلك الصحابي ليكون مهرُها الإسلام، لذلك مثل هذه المشاعر واتباع هذه الخطوات سيُخرجك من اللوم، وأيضًا سيُجبرُ هذا الشاب إن كان صادقًا في الارتباط بك فإنه سيترك هذه الأمور، لكونها أولاً معصية لله تبارك وتعالى، ولكونها وقفتْ عائقًا دون الوصول إلى الفتاة التي يُحبُّها وهي من أقربائه بل من الدرجة الأولى من الأقرباء، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير.
على كل حال: نحن لا نؤيد الدخول في هذا المشروع قبل أن يتوب الشاب ويعود إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.