كيف أتجنب العصبية والصراخ عند تأديب أبنائي؟
2021-02-17 01:12:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم عاملة، لدي أبناء، الأول عمره 7 سنوات، والثاني 5 سنوات، والثالثة بنت عمرها سنة ونصف، مشكلتي في تربية الأولاد، حيث تقوم أمي برعايتهم عند تواجدي في العمل، وأحيانا يذهبون مع والدهم وأهله، أشعر بأن الطفل الأكبر دائما يغار من الثاني ويضربه، ويأخذ أي لعبة لديه أو يمسكها، ويحب دائما أن يبكيه، حتى في الأكل يقوموا بالضرب والعراك على الأكل.
دائما أغضب منه، وأصرخ عليه، وأحيانا أضربه، فهو لا يسمع كلامي، حتى عندما أنصحه يقول لي: آسف وهذه آخر مرة، وفي الغد يقوم بنفس الخطأ، في الفترة الأخيرة بدأ يلعب بالنار أيضا، عاقبته وضربته عدة مرات ولكنه يرجع للفعل ذاته، لقد يئست من نصحه وتعليمه، ودائما أهلي أو الجيران يشتكون من أفعاله، حيث يأخذ ألعابهم أو يدخل إلى بيوتهم.
وأخوه الأصغر تعلم منه حيث أصبح يقوم بنفس الحركات، وعند عقابه يبكي ويصرخ، ويشعر كأنه مظلوم، ونظرات الكره والغضب تبدو عليه.
المشكلة أن زوجي لا يحدثهم عن الخطأ، ودائما يجد لهما الأعذار، وأيضا بدأوا بتعلم بعض السلوكيات من أعمامهم المراهقين مثل الكذب وعدم الإنصات لي.
ساعدوني لقد يئست من كثرة الشكاوي وعدم الاستماع لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم سالم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أيتها الأخت الفاضلة – ونشكر لك الحرص على الخير، والحرص على أدب الأبناء، ونحيي فكرة السؤال، ونسأل الله أن يقرّ عينك بصلاح الأبناء والبنات، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا يخفى على أمثالك من الأمهات الفاضلات أن التربية الناجحة ينبغي أن يكون فيها وفاق بين الأب والأم، وخطة موحدة للتوجيه والتربية، فإمَّا أن يكون هذا الأب إيجابي يُساعد في التربية، وإلَّا فأرجو أن تجتهدي في أن تُربّي وتوجّهي بعيدًا عنه، حتى لا تفقد التعليمات معناها إذا كان سيدافع عنهم ويلتمس لهم الأعذار.
ثانيًا: أرجو أن تُكثري من الدعاء لأبنائك، فإن الإصلاح والصلاح لهم بيد الله تبارك وتعالى، ونحن علينا أن نسعى، والهداية من الله تبارك وتعالى.
ثالثًا: أرجو أن تتجنبي الصراخ والضرب مهما كانت الأسباب، لأن هذا لا يزيد الأمور إلَّا تعقيدًا.
رابعًا: اجتهدي في التواصل مع الوالدة ومع الذين يُحيطون بالأبناء، حتى تتفقوا على خطة واحدة في التوجيه والتربية.
خامسًا: لا تُظهري عجزك أو ضعفك أمامهم، فإن هذا لا يزيد الأمور إلَّا سُوءًا.
سابعًا: علِّمي الكبير أن يشفق على إخوانه الصغار، وقبل ذلك علَّمي الصغار أن يحترموه.
ثامنًا: ما يحدث بين الأوَّل وبين الثاني من احتكاكات أمر طبيعي، لكن الإشكال في سوء إدارة هذا الشجار، وأرجو ألَّا يتحوّل الغضب والتعب الذي عندنا من العمل إلى ضيق وعدم قدرة على تحمُّل هؤلاء الأبناء.
وعليه أيضًا أرجو أن تعرفي خصائص المراحل العمرية التي يمرُّ بها هؤلاء الأبناء، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
تاسعًا: اجتهدي دائمًا في أن تتفاهمي مع والدهم بعيدًا عنهم حتى يكون عونًا لك على حسن التربية وحسن التوجيه.
عاشرًا: احرصي دائمًا على أن تُحسني وداعهم إذا خرجتِ، وتُحسني استقبالهم إذا رجعتِ.
الحادي عشر: اغتنمي اللحظات التي هي قبل النوم في إعطائهم نصائح وتوجيهات.
الثاني عشر: علِّميهم المحافظة على الصلاة، واجعلي بينهم وبين كتاب الله رابطا، فإن الصلاة والذكر والتلاوة هي من أكبر ما يُعين الإنسان على حُسن السلوك.
نسأل الله أن يقرَّ أعيننا جميعًا بصلاح الأبناء والبنات، ونكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، وأرجو أن تستمري، وتثقي بأن التربية ليست سهلة، لكنّها تحتاج مِنَّا إلى صبرٍ وجُهدٍ وقراءة – أيضًا – حتى نعرف الطرائق الصحيحة التي نوجِّه بها الأبناء والبنات.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.