أريد خطبة فتاة بعد فترة من الوقت، كيف أبلغها بذلك؟
2021-01-25 05:24:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 20 عاماً، منذ ٣ سنوات وأنا معجب بفتاة، ونسكن في نفس المنطقة، أراها بعض الأوقات صدفة، وكثرت الصدف جداً.
في البداية قلت هذا حب الشباب سنة وأنساها وكأن شيئا لم يحدث، لكن مر ٣ سنوات وأنا قلبي متعلق بها، لا أكلم الفتاة أبدا، ولكن أتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة أي تطورات في حياتها.
الآن أنا في وضع مادي لا يسمح لي في الخطبة أبداً، ولا أستطيع أن أغلق الموضوع، علماً أن الفتاة محجبة لكن غير ملتزمة جداً، وقد لمحتها بإحدى الطرق أنها معجبة بي، وحاولت الابتعاد خوفاً من الدخول في مواضيع الحب وغيره بدون خطبة أو زواج.
أفكر بأن أتحدث مع الفتاة بشكل غير مباشر، لأذكر لها أنني معجب بها، وأريد خطبتها لكنني أحتاج لوقت، فهل هذا الشيء صحيح؟
في آخر ٤ أشهر رأيت الفتاة في منامي ثلاث مرات، منامين رأيتها بدون حجاب، وهي لا تتحدث شيئا، وفي المنام الثالث في بدايته رأيت صديقتها، وكنت أتعرف عليها، وتحدثت معها ثم ذهبت هي وصديقتها إلى الحديقة، وأنا كنت في الملعب، بعد وقت انتهوا من لعب الطائرة، ونظرنا إلى بعض نظرات طويلة قليلا، ثم ذهبت البنت إلى أقربائي في الحديقة، وعزمتهم على الفطور ثاني يوم، علما أنها لا تعرفهم من قبل.
هل يجوز أن أتحدث معها وأتعرف عليها بحدود، أم أرسل لها رسالة غير مباشرة بنية الخطبة بعد فترة؟ أم أنتظر إلى أن يكتب الله لي؟
أرجو مساعدتي وإرشادي إلى الطريق الصحيح الذي يرضي الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ baibars حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يُقدِّر لك الخير، وأن يجمع بينك وبينها في الحلال، وأن يُصلح لنا ولكم الأحوال، ويُحقق في طاعته السعادة والآمال.
لقد أحسنت بعدم الإقدام بخطوة تتواصل فيها مع الفتاة مباشرة، وأرجو أن تُوقف البحث والمتابعة لها أيضًا، وإذا رغبت في الارتباط فعليك أن تأتي إلى دارها من الباب، وتُقابل أهلها الأحباب، والطريقُ إلى ذلك إمَّا أن يكون عن طريق أخواتك ومحارمك، أو أن يكون عن طريق التعرُّف على بعض محارمها وأهلها، ولكنَّ لا نؤيد التواصل المباشر مع الفتاة مهما كانت الظروف، وإذا كنت تريد أن تسمع رأيها فبإمكان أخواتك أو عمَّاتك أو خالاتك أن يصلوا إليها ويأتوك بالخبر اليقين، أو أردتَّ أن تصل إلى محارمها فبإمكانك أن تصل إلى إخوانها أو أخوالها أو أعمامها، أو كل مَن هو محرم بالنسبة لها، لتبدأ الخطوات.
من المهم جدًّا حسم هذا الأمر حتى لا تظل تركض وراء السراب، فنحن أولاً لا نعرف هل الفتاة تُشاركك الميل؟ والأمر الثاني: هل هي مرتبطة أم غير مرتبطة؟ الأمر الثالث: هل يمكن لأهلها أن يوافقوا ويتم الزواج؟، يعني: هذه أمور أرجو أن تسلك فيها السُّبل الشرعية الصحيحة.
أمَّا ما رأيت في النوم فنحن لا نُعبِّر الأحلام، ولكن نؤكد لك أن الإنسان إذا فكّر في أمرٍ لا بد أن يراه في نومه، وهذا هو حديث النفس، ولكن مهما كان فإن الإنسان لا يبني على هذه الأشياء، ولكن يبني على الأسس الواضحة والمجيء للبيوت من أبوابها.
ونحن نشكر لك هذا الحرص وعدم التكلُّم مع الفتاة بطريقة مباشرة حتى هذه اللحظة، وهذا يدلُّ على أن فيك خير، فإن كنت جادًّا في هذا الأمر فأرجو أن تسلك السبل الصحيحة التي أشرنا إليها، وبعد ذلك يمكن إذا حصل التوافق والميل المشترك والتعارف بين البيتين وبين الأسرتين؛ فإن مسألة الانتظار من المسائل المعروفة، فبإمكانهم أن ينتظروا، وهذا هو الأمر الذي ينبغي أن تعتمده وتسير عليه.
نسأل الله أن يُقدِّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونُكرِّر لك الشكر مرة أخرى.
لا نريد منك المتابعة بالطريقة الخفية المذكورة، لأن ذلك أيضًا قد يُضيّع منك الفتاة، وليس في مصلحتك أن ترتبط بفتاة دون علم أهلها، أو دون التأكد من أنك يمكن أن تحوّل مشروع الميل والإعجاب هذا إلى مشروع شرعي، لأن هذا سيجلب لك الأتعاب ويؤثّر عليك في علاقاتك المستقبلية، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.