أريد الزواج لكني أخاف خيانة الزوجة.. أرشدوني
2021-01-07 00:00:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أجد ما أشكركم به إلا بما هو أحسن الشكر لكم، (جزاكم الله كل خير على هذه الصفحات الرائعة، والتي دائما ما ألجأ إليها في مشاكلي واستشاراتي).
عمري 30 سنة، خريج كلية الهندسة، وأنا أكبر إخوتي، ولدي أخت وأخوان، وأمي حفظها الله في المنزل، صحيح أنه ليس لدينا المال الوفير، ولكن -الحمد الله- وبفضله، حالنا ميسور، نسكن في قرية ريفية بعيدة قليلا عن المدينة، منزلنا بفضل الله كبير، ولدي جناح خاص بي، وأخطط أن أسكن مع الأهل في المنزل بسبب ظروف والدي؛ (لأنه مريض ومقعد منذ 12 سنة بسبب مرض التصلب الليويحي).
سؤالي ومشكلتي: أني مقبل على الزواج، ولا أريد الارتباط بفتاة معينة، لكن بمواصفات معينة فأريد في اختياري أن أوفق بين الجمال والدين، وأريدها من المدينة، ولا أريد أن أتنازل عن هذين الأمرين بسبب خوف الفتنة، وأخاف من المستقبل، وأن تصير هنالك مشاكل بين الزوجة وأسرتي بسبب سكني في المنزل، ولهذا تعبت في اختياري وأنا أبحث.
علما بأني أسمر البشرة، وأخاف أن أذهب إلى فتاة جميلة وترفضني، وأيضا أخاف من عدة أمور أخرى، مثلا، أن لا أستطيع على نفقة زوجتي أو أن أعيشها بالقدر الكافي، والحال الجيد، وأيضا أن لا تحبني.
والمشكلة الأكبر أن لدي دائما تخيلات أنها ستخونني، بسبب كثرة سماع مشاكل الخيانة في المجتمع.
علما بأني ليست لدي أي علاقات محرمة، والحمد لله، ولا أحب الحرام، وأريد أن أعف نفسي بالحلال، وأخاف من المرض (مرض والدي بالتحديد)، أدعو لي، وانصحوني، أثابكم الله، ماذا أفعل؟ تعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك الثناء على موقعك، وهذا واجبنا، ونحن نشرف بخدمة أبنائنا الفضلاء من أمثالك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأله أن يُقدّر لك الخير، وأن يضع في طريقك صاحبة الجمال والدِّين البارَّة بك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا شك أن وجودك مع الوالدة والأخوات ومع الوالد في هذه الظروف من الأمور التي تؤجر عليها، وكونك تملك جناحا خاصا في المنزل هذا أيضًا من النعم الكبرى التي أرجو أن تحمد الله تبارك وتعالى عليها، ومن حقك أن تبحث مع الدِّين عن الجمال، والنبي عليه الصلاة والسلام عندما قال: (فاظفر بذات الدِّين) لا يعني بكلامه أن يُهمل الإنسان صاحبة الجمال، واعلم أن الإنسان يستطيع أن يملك قلب زوجته بطاعته لربِّه، بإحسانه لها، باحترامه لأهلها، وبالحرص على أداء واجباته كاملة كزوج، عندها ستكون الزوجة أطوع لك من بنانك، فلا تخف من مثل هذه الأمور، ولكن اجتهد في البحث، واطلب مساعدة الأسرة والوالدة، فإنك إذا فُزت بالزوجة التي ترضاها الوالدة وترضاها أنت؛ فإن هذا ممَّا يُعينك على البر، وممَّا يُعينك على الإحسان.
أمَّا خوفك أيضًا من مسألة الخيانة – كما أشرت – فهذا أمرٌ بعيدٌ غاية البُعد عن أمثالك من الفضلاء، وإذا أحسنت الاختيار فستنجو بإذن الله تبارك وتعالى من مثل هذه الوساوس، وكثرة ما يسمع الإنسان من القصص عن الخيانة لا يعني أنه لا يوجد فاضلات طاهرات، الإنسان ينبغي أن يُحسن الظنّ بنفسه وببنات الناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يضع في طريقك العفيفة الطاهرة الحييّة الولود الودود، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
أمَّا بالنسبة للخوف من المرض: فهذا أرجو أن تستشير فيه أطباء، أهل الاختصاص، ولكن نحن نستبعد حصول هذا، والدليل على هذا أنك لم تُشر إلى أن هذا المرض متوارث في الأسرة، أو أنه وُجد في أحد إخوانك أو نحو ذلك، وعلى كل حال فإن استشارة الطبيب المختص ممَّا يُعينك على تفادي مثل هذه الأشياء التي نستبعد حصولها، ولكن على كل حال الحسم في هذه المسألة عند الأطباء، وأرجو أن تستفيد من الإرشادات والتوجيهات التي تصلك منهم، وقبل ذلك وبعده عليك أن تتوكل على الله تبارك وتعالى، وتستعين به، وتُكثر من الدعاء، فإن الأمر لله من قبل ومن بعد.
فتعوّذ بالله من هذه التخيلات، واشغل نفسك بما أردتَّ من البحث عن صاحبة الدِّين والجمال التي ترضى بهذا الواقع الذي أنت فيه، وأعتقد أن قُربكم من المدينة سيسهِّلُ أيضًا عليك وعليها المهمّة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.