أعاني من الملل وكثرة التثاؤب بشكل مفرط
2020-12-07 01:00:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا بعمر ٢٥ سنة، ومتزوجة، وعندي طفل، ومنذ سنة تقريباً ذهبت إلى جنازة عمة زوجي، وكانت أول مرة أشاهد فيها الدفن، وكنت آخذ حبوباً لتنظيم الأسرة، وبعد يومين أصبحت تأتيني حالات، وكنت أذهب إلى الطوارئ لمشكلة في نفسي، وخوف شديد من الموت.
كيف أترك ابني؟ أنا مغتربة، وأهلي ليسو معي، وبعد ذلك تأتيني الحالة لا أعرف أن أتنفس ونبضي سريع، ويدي الشمال توجعني، وأتثاءب كثيراً، لأخذ نفس.
عملوا لي صور أشعة وتخطيط لقلبي، وكل شيء سليم، ولكن هذه المشكلة إلى حد الآن آخذ دواء للاكتتاب والقلق، سيراليتن زولفات ٥٠ ولكن أحياناً لا أستطيع أن آخذ نفساً عميقاً من أنفي، ويجب علي أن أتثاءب لكي آخذ تفساً.
صرت كثيراً أتثاءب، لو سمحتم، ما هذه الحالة؟ وكيف يمكن أن أتخلص منها؟ أنا قريبة إلى الله، وأصلي -والحمد لله- ولكن لا أعلم ما المشكلة؟
أنا أدخن الأرجيلة منذ خمس سنين، وعندما أؤرجل أحس نفسي وتثاؤبي خف، لذلك أؤرجل لأنه هنا لا يوجد عندي أحد، وأشعر بالملل الكثير، ومررت في ظروف ومشاكل، والحمد لله على كل شيء.
أعتذر، لقد كتبت كثيراً، وأريد حلاً لمشكلتي في التثاؤب المفرط.
لكم جزيل الشكر، بارك الله فيكم جميعاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه الآن هي نوبات هلع متكررة تحدث معك، وفيها طبعًا أعراض قلق جسدية وبدنية، ولذلك الفحوصات كلها تكون سليمة، والخوف الشديد من الموت يأتي دائمًا مع نوبات الهلع. وأيضًا الإحساس بصعوبة التنفس، ولذلك تضطرين للتثاؤب لكي تأخذي نفسًا. كل هذه تأتي مع اضطراب الهلع الذي تعانين منه الآن.
التدخين للأرجيلة: طبعًا مضر للصحة، وقد يكون مرتبطًا بصورة غير مباشرة بموضوع الإحساس بصعوبة التنفس، وأنت تعرفين أن تدخين الأرجيلة يؤدي إلى مشاكل على المدى البعيد في الجهاز التنفسي.
عليك التوقف عن التدخين – أختي الكريمة – لضررها الجسدي في الأول، ولارتباطها بما تعانين منه من مشكلة نفسية في الوقت الحالي.
الـ (زولفت) مضاد للاكتئاب من فصيلة الـ (SSRIS)، وأيضًا يُعالج اضطراب الهلع، لكن لا أدري منذ متى تستعملينه؟ إذا كنت الآن تستعملينه لأكثر من شهرين وما زلت تعانين فمن الأصوب تغييره إلى الـ (سبرالكس) الذي يُعرف علميًا باسم (استالوبرام)، فهو أفضل في علاج اضطراب ونوبات الهلع، وجرعته عشرة مليجرام، ابدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، واستمري عليها، وتحتاج إلى فترة ستة أسابيع حتى تبدأ هذه الأعراض التي تعانينها في الاختفاء. وبعد ذلك استمري على الاستالوبرام لفترة ستة أشهر، ثم أوقفيه بالتدرُّج.
سحب الزولفت يكون كالآتي:
عندما تتناولي نصف حبة من السبرالكس خفضي جرعة الزولفت أيضًا إلى نصف حبة لمدة أسبوع، أي: في البداية تأخذي نصف حبة من السبرالكس ونصف حبة من الزولفت لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تأخذي حبة كاملة من السبرالكس ونصف حبة من الزولفت لمدة أسبوع آخر، ثم بعد ذلك توقفي عن الزولفت واستمري في السبرالكس بالطريقة التي ذكرتها لك.
وفقك الله وسدد خطاك.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. عبد العزيز أحمد عمر . استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة أ. انتصار معروف مستشارة الدعم النفسي والاجتماعي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
نُرحب بك أجمل ترحيب.
ابنتي الحبيبة: لقد خلقنا المولى لهدف ألا وهو عبادة الله، وتعمير الأرض، فمعرفة هذا الهدف والعمل عليه سيجعل حياتك أكثر فعالية وإيجابية، فإذا أردت التخلص من الملل فعليك أن تغيري حياتك، وإن أردت أن تغيري حياتك فعليك أن تغيري أفكارك، لأنها هي المتحكمة في التصرفات.
إنّ نعم الله علينا كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، وهذا ما ذكره الخالق لنا في كتابه الحكيم، حيث قال: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إنّ الله لغفور رحيم}، ومن أعظم نعم الله عز وجل على عباده الصالحين نعمتا الصحة والفراغ، لأنهما رأس مال المسلم في مسيرة حياته.
لذلك لا بد له أنّ يستثمرهما الاستثمار الصحيح له في دنياه وآخرته.
الاهتمام بنيتي بالصحة والفراغ من وصايا رسولنا الكريم لنا حيث قال: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) هذا حديث صحيح.
لذا أنصحك من قلب نصوح بما يلي:
بداية عليك أن تنسي الأمور المحزنة والمشاكل التي صادفتك، فقط خُذي منها العبر والحكم، وارضِ بما قسمه المولى وقدره لك، فعندها تصبحين أكثر سعادة وبهجة، فينحسر لديك شعور الملل.
قومي بكتابة جدول أسبوعي واملئي جميع أوقاتك الفارغة بنشاطات متنوعة وجديدة بالإضافة إلى ملأ الأهداف القابلة للتحقيق من الأمور التي تساعد في تجنب هذا الشعور.
ابحثي عن مهارات وهوايات جديدة أو قومي في تنمية وصقل الهوايات التي تمتلكينها.
وسعي دائرتك الاجتماعية ومحيطك الاجتماعي، فتواصلي مع صديقات تتسمن بالالتزام الديني والإيجابية؛ فذلك يعزز إيمانك ويجعلك أكثر انفتاحاً على أفكارهن.
انضمي إلى دورات تدريبية وإلى جمعيات تُعنى بالأنشطة والأعمال الخيرية؛ فذلك يُضيف إليك شيئاً من الحماسة والرغبة في تجربة هذا الجديد المتنوع.
رفهي عن نفسك من خلال وسائل كثيرة أباحها المولى عز وجل لنا ولا تؤذي صحتنا ولا إيماننا والتي تعيننا على طاعته، كمجالسة الصديقات والتنزه وممارسة الرياضة والعمل الخيري التطوعي.
عززي إيمانك وقوي عبادتك من خلال انتسابك لأي مركز قرآني قريب إلى بيتك وحاولي أنّ تحفظي آياته، ومن خلال سماع المحاضرات ففي هذا الدين يا بنيتي الكثير الكثير الذي لم تعلميه وتكتشفينه، وشاركي من حولك فيما تعلمتيه.
يا غاليتي مها، إن قمت بتطبيق هذه النصائح الطبية والنفسية والاجتماعية بتنظيم وقتك وملئه بما عرض عليك من نصائح، فحتماً ستقضين على هذا الملل الذي فتح لك المجال إلى اكتساب السيئة.
أسعدك الله في الدارين، وفرج همك، وأزال خوفك، وبدلك خيرًا وسعادة وفرحة تدوم، وزوجًا صالحًا يأخذ بيدك إلى حياة هادئة بعيدة عن القلق والخوف يا مها.