كيف أتخلص من التوتر وشعور الخوف من الموت؟
2020-11-11 05:39:25 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من توتر بسيط منذ 7 سنوات، وكنت متعايشا معه، وبعد وفاة والدي وأحد أقاربي أمامى أصبح لدي خوف من الموت والمرض، وأركز على جسمي كثيرا، وأقوم بعمل التحاليل وتكون النتيجة جيدة، وفي الفترة الأخيرة منذ ٦ شهور كتب لي طبيب الباطنية إميبريد ٥٠ مع أدوية للمعدة لمدة أسبوعين، ارتحت عليه، آخذه يوما، ولا أخذه اليوم الثاني، أحس أني تعودت عليه وازداد وزني معه، وكنت نحيفا قبله، فهل له أضرار من الاستمرار عليه؟ لأنه يريح لدي المعدة والقولون والأعصاب.
وأحيانا تأتيني نوبة خوف وتعرق وزيادة في التنفس وارتفاع بسيط في الضغط بدون سبب، وتكررت هذه الحالة في البيت والعمل، يكون لدى إحساس أن أغادر العمل خوفا أن يحدث لي مكروه وأنا في العمل.
أريد التخلص من هذه الحالة، وأريد رأي الدكتور محمد عبد العليم لأنني أثق فيه، وأيضا رأيه في علاج الاميبريد، أريد أن أحس أني طبيعي، الحمد لله ربنا أنعم علي بنعم كثيرة.
وشكرا جزيلا، وفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.
أخي: القلق يمكن أن نحوله إلى طاقة إيجابية، لأن القلق هو مفتاح الإنسان نحو النجاح ونحو الإنجاز، لكن القلق حين يحتقن أو يتجه في الاتجاهات الخطأ يؤدي إلى أعراض نفسية كثيرة مثل الخوف والوسوسة وحتى الاكتئاب.
أخي: الذي أتاك هو نوع من قلق المخاوف بعد وفاة الوالد – عليه رحمة الله – وكذلك أحد أقربائك، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، طبعًا – يا أخي – هذا حدث حياتي كبير في حياة الإنسان، لكن في مثل هذه المواقف يجب أن تزيد قناعاتنا بالموت، ويكون خوفًا من الموت خوفًا محمودًا وليس خوفًا مرضيًّا سلبيًّا، الخوف المحمود هو الذي يُذكّرنا بالآخرة، هو الذي يجعلنا نعيش الحياة بقوة، ويسعى الإنسان لأن يكون مستعدًّا للقاء ربه، ولا يكون منغمسًا في الأعمال غير الصالحة.
ويا أخي الكريم: الآجال بيد الله، والدك وهذا القريب الذين توفاهما الله أخذا نصيبهما من الدنيا، ونسأل الله تعالى أن يكون ما عند الله خير لهما. يجب أن نتعامل مع الموت على هذه الكيفية.
أريدك – أخي الكريم – أن تحرص على الآليات العلاجية غير الدوائية، على المستوى الفكري: تكون إيجابيًّا في فكرك – كما ذكرتُ لك – وعلى المستوى الاجتماعي: لا تتخلف عن واجب اجتماعي أبدًا، الحرص على القيام بالواجبات الاجتماعية يُعزّز النفس ويُحفّز النفس ويُنزل طمأنينة على النفس، مثلاً: أن تُلبي دعوات الأفراح، دعوات الأعراس، العوازيم، أن تمشي في الجنائز، أن تقدم واجبات العزاء، تصل رحمك، أن تزور المرضى، أن تنضمّ لأي جمعية ثقافية أو اجتماعية، الانضمام لحلق القرآن.
فيا أخي الكريم: هذا كله علاج وعلاج مهم جدًّا، الآن الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين تحتِّم على أهمية العلاج الاجتماعي لأنه مفقود لديهم في أوروبا، وقد وجد أن الذين يحرصون على القيام بواجباتهم الاجتماعية يعيشون حياة ممتعة جدًّا، خاصة بعد أن يتقدم بهم العمر.
أضف إلى ذلك ممارسة الرياضة، الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، فيا أخي: يجب أن تعطيها حقيقة وقتًا من أوقاتك.
العبادة، الصلاة في وقتها من الأشياء المهمة، وأن تطور نفسك على مستوى العمل، هذا مهم. هذا كلُّه يعالج هذه الأعراض النفسوجسدية، خاصة أعراض القولون العصبي.
عقار (إميبريد Ampiride) والذي يُسمَّى علميًا (أميسولبرايد Amisulpiride) دواء بسيط حقيقة، وبجرعة خمسين مليجرامًا دواء جيد، وهذه الجرعة جرعة صغيرة، نعم قد يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام، كما أنه قد يرفع قليلاً من مستوى هرمون الحليب في الدم، لكن أنا أرى أنه مناسب جدًّا، ويُعاب عليه أن مكلف في بعض الدول، وإن واجهتك أي مشكلة كهذه يمكن أن تستبدله بعقار (دوجماتيل Dogmatil) والذي يُسمَّى علميًا (سولبيرايد Sulpiride) هو قريب من الإميبريد جدًّا، لكنه رخيص الثمن، وجرعة الدوجماتيل أيضًا هي خمسون مليجرامًا يوميًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.