كيف أنظم وقتي بين الدراسة ومساعدة أمي في البيت؟
2020-11-01 05:08:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.
نحن عائلة متدينة، منزلنا كبير وأمي حامل، فصار العمل علي أنا وأختي وحدنا، وأنا لدي دراسة، وأخي الأصغر مني حتى لا يرتب سريره، ويجلس على مائدة الإفطار والغداء يشبع ثم يقوم، ولا يساعد بشيء، أشعر بأني خادمة، وأمي تطلب مني كل صغيرة وكبيرة، وأختي الصغيرة بعمر 4 سنوات، هي مهملة، أحاول دائماً أن أعطيها من وقتي في اللعب معها وتمشيط شعرها، ولكني لا أقدر، فعلي القيام بكثير من الأشياء، فتبقى المسكينة معظم اليوم تشاهد التلفاز، وأحياناً عندما أمر على غرفة الجلوس أرى أختي تشاهد أموراً سيئة، لأنه لا أحد عندها، والدي في العمل، وأمي تقضي معظم يومها في غرفتها، وهاتفها لا يفارقها.
حاولت كثيراً أن أقول لها: تعتني بأختي، فأنا لا أقدر، ووالدي دائماً يطلب من أمي تحفيظ أختي القرآن، وأمي دائماً تقول: إن شاء الله، وهي صادقة تنوي حقاً، لكنه لا يحدث هذا، فهناك هاتفها، وصار والدي يطلب منا اللعب معها، وتعليمها القرآن، لكن كيف ومتى؟ أقدر تعب أمي ولكن ينتابني شعور الغيظ تجاهها.
وصلت لمرحلة أن في داخلي لا أصدق أنها متعبة طول الوقت، وأعتقد أنها تستطيع أن تفعل بعض الأمور.
أحاول جاهدة أن أبعد هذه الأفكار وأن أعمل لوجه الله، لكن هذا لا يحدث، أريد أن أبر أمي وأساعدها بكل شيء حتى لو كانت ظالمة لي بطلباتها، لكن كيف؟ وكيف لوقتي أن يكفي لهذا وهذا؟ كيف أبعد هذه الأفكار وإن صحت وأن أعمل لوجه الله بنية صادقة؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذه الاستشارة الرائعة التي تدلُّ على همٍّ وهِمَّةٍ ورغبةٍ في البِرِّ وطاعة لربِّ البريّة، نسأل الله أن ينفعك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُعين أفراد الأسرة على التعاون على البر والتقوى، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
نحن نقدّر الصعوبات التي تمرّين بها، وأرجو أن تُقدّري أيضًا الظرف الصحي الذي تمرُّ به الوالدة، رغم أن ذلك لا يعفي الوالدة، ولا يعفي مَن في البيت عن مراقبة الإخوة الصغار وتدريبهم على الاعتماد على أنفسهم، فإن في ذلك مصلحة لهم قبل أن يكون راحة لك، من مصلحتهم أن يتعودوا تحمُّل المسؤولية ولو في الأمور التي تخصُّهم، ونسأل الله أن يُعينك على إخلاص العمل لله تبارك وتعالى.
نتمنَّى أن توجِّهي الكلام للوالدة لكن بطريقة ظريفة طريفة، كأن تنبّهيها إلى ضرورة الانتباه لأختك الصغيرة لأنها تُشاهد أشياء ستضرُّها، وكذلك أيضًا تجعلين هذه الصغيرة تكون إلى جوار الوالدة، وعندها تلقائيًا تستطيع أن تحفظها ولو سورة أو سورتين من صغار السور، أو كما يُحب الوالد الذي يحرص على الخير، ونتمنَّى أيضًا أن يكون له دور وتخصيص وقت نوعي لكم.
عمومًا نحن سعداء جدًّا بهذه الطريقة في التفكير، ونتمنَّى أن تتعاوني مع أهل البيت ممن يتفهّم هذه الأمور، حتى تنظموا وترتبوا أمور البيت، دون أن تشعر أنك تفعلين هذا لأنك مُتعبة أو لأنك كذا، فشرف للإنسان أن يتعب من أجل والديه، ومن أجل والدته في مثل هذه الظروف، وشرفٌ للإنسان أيضًا أن يبتغي بهذا العمل وجه الله، وهذا ما لمسناه عندك، فاجتهدي في العمل، واجتهدي في الإخلاص لله تبارك وتعالى، ونكرر سعادتنا بفكرة الاستشارة.
نسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُعينك على البر، وأن يجعل أعمالنا جميعًا خالصة لوجه الكريم، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.