أشعر أن في بيتنا جناً يتحركون.
2020-10-22 04:14:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أسمع كل يوم حركة عندي بالمنزل، وصراخ امرأة، ومن تطرق رأسها بالحائط ثلاث مرات ثم تركض وتختبئ بالحمام، وفي بعض الأوقات تقعد تلعب بشعري وأنا نائم، وتلمس يدي، وفي أوقات توقع بأشياء فوق الخزانة.
ألمس وأنا نائم وأتخيل أني أكتب رسالة انتحار، وصرت أمشي وأنا نائم، وذهبت لأنتحر واستيقظت ولقيت نفسي فاتحاً باب المنزل، وأريد أن أنتحر بالقفز من العمارة.
أرجو أن تساعدوني، فأنا لا أنام الليل من الخوف.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- ورداً على استشارتك أقول:
إنه من الضروري أن تحافظ على أداء ما افترض الله عليك، وخاصة الصلاة، فإن ذلك مما يحصن الإنسان من الشرور، وكذلك المحافظة على نوافل العبادات من صلاة وصوم وأكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه.
مما يجلب الطمأنينة للقلب تلاوة القرآن وكثرة الذكر كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
أوصيك أن تحافظ على أذكار اليوم والليلة فذلك سيكون حرزاً لك من شر كل ذي شر من الإنس والجن إن شاء الله تعالى.
غالبا لا تتسلط الجن والشياطين إلا على الغافلين عن ذكر الله تعالى، فاحذر أن تكون منهم، وإن كان هذا البيت مستأجراً فأنصحكم إن قدرتم على تغييره فذلك أفضل، وإن كان ملكاً أو كنتم غير قادرين على الانتقال ففي هذه الحال لا بد من البدء بتلاوة القرآن في البيت، وذلك أن تقرأ سورة البقرة وآل عمران، سواء بالقراءة المباشرة أو عبر الهاتف أو الكمبيوتر، بحيث تقرأ ويستمر بذلك حتى يخرج الجن من البيت، فإن خرجوا فاستمروا بتحصين البيت بنفس التلاوة كل ثلاثة أيام.
بالنسبة للأدوات التي تضعونها في الدواليب أو فوق الخزانة عليكم حين وضعها أن تسموا الله تعالى، فتقولوا: بسم الله، فإن الشيطان لا يقرب ذلك، ولا يعبث به، إن شاء الله، هكذا وردت الأحاديث النبوية.
أخشى أن تكون قد أصبت بالمس وأنت لا تشعر، وإلا فكيف يمكن أن تكون نائماً وتستيقظ من غير شعور، ثم تكتب رسالة تفيد أنك ستنتحر.
لا بد أن تعرض نفسك على راق أمين وثقة، ليستكشف حالتك فإن تبين أنك مصاب بالسحر فلا بد من الشروع بالرقية مع الاستمرار حتى الشفاء إن شاء الله تعالى.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد لله، وسل الله تعالى أن يصرف عنك هذا الشر، وأن يرزقك الاستقامة في دينه، وأكثر من دعاء ذي النون، (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لك التوفيق.
+++++++
انتهت إجابة الشيخ/ عقيل المقطري. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
بادئ ذي بدئ نحن نؤمن بوجود الجن والسحر، وكلُّ هذه غيبيات، لكن أيضًا نرى وبوضوح شديد أن هنالك الكثير من المبالغات والخرافات والشعوذة التي أضرّت بالناس كثيرًا، والإنسان مُكرَّم، ومن هذه الناحية هو أرقى مخلوقات الله، كُرِّم على كل شيء.
الذي تتحدث عنه هو أمرٌ موجود في علم النفس، ونسمِّيه بـ (التأثير الإيحائي)، يظهر أنك تعيش في حالة من القلق والخوف والتوتر الشديد، وبدأت تُفسّر تفسيرات منها تدخُّل الجن، وحركة الجنّ، ووجود الجنّ، وسكن الجنّ، وهذه تجسّدت في كيانك الوجداني الفكري الداخلي، وأعطتك هذه الصورة، حدث لك نوع من التماهي مع ما يُثار وما يُقال وما يُشاع حول تدخُّلات الجنّ.
الذي تمرّ به هو نوع من الهلاوس الكاذبة، أو شبه هلاوس، والأمر ليس أكثر من ذلك، أنا أنصحك بأن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًّا، ليتمّ علاج حالة القلق والتوتر والمخاوف التي لديك، والعلاج يكون علاجًا دوائيًا وعلاجًا توجيهيًّا، ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار – بل بكل دقّة – ما ذكره لك الشيخ الدكتور المقطري فيما يتعلّق بالجانب العقدي والإسلامي حول هذا الموضوع.
أيها الفاضل الكريم: أكرر نحن نؤمن بوجود الجن، وهناك سورة تسمَّى بسورة الجن، يُخبرون عن أنفسهم، (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً)، وهناك سورة من المعوذات تُسمَّى بسورة الناس، لكن أؤكد لك أن هذا الذي بك ليس له صلة بالجن.
أعتقد أن الذي بك هو قلق مخاوف شديد، أعطاك هذه الصورة النفسية والصورة البصرية والسمعية التي تظهر في شكل ما نُسمِّيه بالهلاوس الكاذبة كما ذكرتُ لك، والأمر يجب أن يُعالج عن طريق مقابلة الطبيب النفسي، وفي ذات الوقت لا مانع من الرقية الشرعية، وعليك بالتوكل على الله، وتعلم أن الله خيرٌ حافظًا، وعليك أن تصرف انتباهك وتفكيرك حول هذا الموضوع، وتعيش الحياة بكل قوة وثقة واقتدار.
الكلام عن الانتحار: هذا حقيقة لا أساس له، لم أسمع بجنٍّ أو مسٍّ يدفع أحدًا نحو الانتحار، الفكرة أتتك نسبةً للقلق الشديد المتولّد داخليًا، والذي شابه الكثير من الخوف وأعطاك هذه الصورة.
اذهب إلى الطبيب، أنا أكرر هذا للمرة الثالثة، وأرجو أن تفيدني بالتوجيهات والدواء الذي سيصفه لك الطبيب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.