هل أعطي أخي منزلي ليسكن فيه مؤقتا أم أن ذلك سيسبب المشاكل؟
2020-09-08 02:18:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا مقيم في الخارج، ولي منزل في بلدي وأخي له منزل، ويريد أن يبيع منزله ويبحث عن منزل آخر في منطقة أخرى، وطلب مني أن يجلس هو وأولاده في منزلي حتي يتم ذلك، كم المدة التي يريدها -الله أعلم- ممكن ستة أشهر، أو سنة، أو أكثر أو أقل -الله أعلم-.
ولما فاتحت زوجتي في الموضوع غضبت، وقالت لا، وهي لها بعض الحق، فهي تخشي من دوائر الزمن التي تضطرنا إلى أننا قد نقول لأخي أو أولاده: إيجار المنزل انتهى ويجب أن تغادر، وعندها تحدث المشاكل، وتسوء في حياتي، أو بعد مماتي، فأرجو نصيحتكم لي بما يرضي الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أخي الفاضل – في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يهدي شقيقك وزوجتك إلى ما فيه الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
لا شك أن الإنسان يصعب عليه أن يمنع خيره عن إخوانه، أو إخوان زوجته، أو أهله، ولكن أيضًا الحذر أيضًا في مثل هذه الأمور مطلوب، ومن الضروري جدًّا أن نكون على معرفة وعلم بحقيقة ما يحدث وطبيعة هذا الأخ وتلك الأخت، فمن الناس أيضًا مَن تكون مثل هذه الأسباب سبب للنزاع.
ونحن حقيقة لا نريد من الزوجة أن تعترض هذا الاعتراض المباشر، ولكن أرجو أن تُديروا المسألة بينكم بحوار هادئ، تُحدّدوا فيه مدة الإقامة بالنسبة لهذا الأخ في المنزل، وتُبيِّنوا له أنكم أيضًا بحاجة إلى المنزل حتى تكون الأمور واضحة منذ البداية، ولا نُؤيد الموافقة دون قيد أو شرط، ولا نؤيد كذلك ولا نميل إلى المنع والرفض؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يمنع خيره عن أي إنسان محتاج، كيف إذا كان هذا أخا للزوج أو أختا للزوجة - أو كذا – ولذلك هذه من الأمور التي ينبغي أن تُدار بحكمة، وأن تُدار وفق ضوابط وشروط واضحة.
كذلك أيضًا أرجو أن يشعر كل مَن يريد أن يستفيد من المنزل أن أهل المنزل بحاجة إليه، بحاجة إلى صيانته، وبحاجة إلى المستوى الذي هو عليه، وحسب تجاربنا: الأهل دائمًا ربما يكون لهم طمع في مال أخيهم أو في مال أختهم، ولذلك من المهم جدًّا أن تكون شروط ومدة الإقامة في المنزل مُحددة ومعروفة، ويكون هذا من البداية، ولكن أرجو ألَّا تكون المسألة سببا في التوتر بينكم داخل المنزل، مع ضرورة أن تُدار المسألة بمنتهى الحكمة.
وأنتم أعرف بطبيعة هذا الأخ وبطبيعة الظروف التي هو فيها، وبالطلب الذي يطلبه، وهذا كله لها علاقة بالقرار الذي ينبغي أن يُتخذ، ولكن أرجو ألَّا يحدث توتر داخل الأسرة، فإنما يحصل التفاهم، ولا نؤيد منع الناس من خيرٍ عندنا لأجل تأويلات بعيدة، ولكن أيضًا الحذر والحرص والشروط الواضحة مفيدة جدًّا، وهي الأدوم لصلات القُربى والأبعد عن الإحراج في مثل هذه الأمور.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، وأن يستخدمنا جميعًا فيما يُرضيه، وأن يُعين هذا الأخ على الوفاء إذا احتاج للبيت لمدة محددة، وعلى الوفاء، والخروج من المنزل في الوقت المناسب، حتى لا يحدث إشكالات بعد ذلك، فينقلب هذا المعروف الذي أردتموه معروفًا إلى سبب للتوتر.
وأنا أكلِّم أختي – الزوجة/ زوجتك الفاضلة – لأبيِّن لها ضرورة أن يكون عندها شيء من المرونة، وأدعوك إلى أن يكون عندك أيضًا شيء من الحرص والوضوح مع شقيقك، ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا مفاتيح للخير، وأن يُلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.