كيف أتصرف مع ابني وأقوم سلوكه؟
2020-07-21 06:11:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا أم لطفل عمره ٣سنوات، ونحن نعيش في بيت العائلة، مشكلة طفلي أنه يسب أولاد أعمامه بألفاظ بذيئة، مثل: يا ابن كذا، ويخبئ أشياء عن والده عند دخوله البيت مثل: التليفون والتليفزيون؛ لأن أباه يرفض هذه الأشياء، ويطلب صارخا بأن نفتح له التلفاز قبل مجيء أبيه، بالرغم من أن والده لا يضربه ولا يعنفه، وهناك بعض التدخلات في تربيته من أهل بيت زوجي، فهم من يعطونه الهاتف أو يفعلون عكس ما يطلب والده.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ونحيي الاهتمام بهذا الطفل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُنبته نباتًا حسنًا، وأن يجعله قرة عينٍ، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذريّة.
نحب أن نؤكد أولاً أن الوفاق بينك وبين والده في تربيته، والاتفاق على خطة موحدة أساس كبير جدًّا في النجاح في تربية هذا الطفل، ونعتقد أنه في السنوات العمرية هي الأخطر والأهم في حياة الإنسان، فإن الخمس سنوات الأولى في حياة الإنسان تعتبر من أهم السنوات، والخلل الذي حدث فيها قد يحتاج إلى أربعين سنة من عمره ليُصلح الخلل في هذه السنوات الخمس الأولى.
وعليه أرجو أن تتعاملوا مع هذا الموضوع بطريقة صحيحة، ونتمنى أيضًا أن تجلسي مع الوالد وتتحاوروا حول هذا الموضوع، وتجنبوا الصراخ فهو يُعطّل قدرات الطفل في هذه المرحلة، فإن الأب الذي يصرخ في الطفل أو يصرخ في آخرين إلى جوار الطفل يُدخل في قلبه الخوف، يجعل شخصيته مهزوزة، وإن كان الصراخ معه فإن الطفل يفهم من الصراخ أنه مكروه، وأنه غير محبوب، وهذا وحده خطير جدًّا، وله آثار سالبة على نشأة هذا الطفل.
أمَّا بالنسبة لتدخّل الآخرين – أهل البيت والأسرة – قد يكون بنية طيبة، وقد تكون الجدّات عندهنَّ عاطفة زائدة، لكن كلُّ ذلك ليس من مصلحة الطفل، فإن استطعتم أن تتفقوا معه على خطة موحدة حول هذا الموضوع، وإذا كان زوجك يستطيع أن يكون هادئًا ويُكلّم أهله فهذا هو الأفضل، لأن تدخُّلك قد يُثير كثيرا من المشكلات إذا كنتم في بيت هذا الزوج أو عند أهله، فالأفضل هو أن يتكلّم هو معه، حتى ولو كانت الوالدة، ويطلب منهم ويُبيّن لهم أنه يحاول أن يُربي على الأسس التالية، وأنه يفضل ويتمنّى أن يُراعوا مثل هذه الأشياء التي هو يريد من الطفل أن يتجنّبها.
مع أننا نحب فعلاً أن نقول: قد يصعب في مثل هذه البيئات أن يتجنب الطفل هذه الأشياء إذا كان غيرُه يُشاهدها، ولذلك فالأفضل إذا شاهد شيئًا أن نحاول أن نمحو الآثار السالبة، وأن نُصحح عنده القيم، وأن نعرف ما الذي شاهده، ثم نحاول أن نمحو آثار ما شاهد، لأننا في هذه الحالة علينا أيضًا أن نحفظ قيمة مقدار الجدّات والعمَّات الذين يؤثّرون عليه، وفي نفس الوقت نريد أن نعلي عنده قيمة الصواب والخير، والنجاح في هذا يكون بقربك أنت والوالد – يعني الوالد والوالدة – من الطفل، وأن تكونوا أقرب الناس إليه، فإن التأثًّر سيكون بكم لا بغيركم.
ونتمنى أيضًا أن تُدار هذه الأمور بمنتهى الهدوء، وأن يعرف الوالد الذي يحدث، وعليه ألَّا ينفعل، لأن الأمر طبيعي، لكن عليه أن يُناقش ويحاور ويُبصّرَ الطفل ثم يُبصّر أهله، ثم تتفقوا – كما بدأنا في الاستشارة – على خُطة موحدة، حتى تكون تربية الطفل على قواعدها، لأن هذا التناقض، أن يُمنع هنا ويُعطى هنا، وأن يعطيه هذا وتعطيه الجدة ما يمنع عنه الوالد، فهذه أمور ليست صحيحة.
مسألة السبِّ والأشياء هذه: طبعًا هذه مرحلة عمرية فيها ثورة الألفاظ، ليس معنى ذلك أن السب يُقبل، ولكن ينبغي أن يُصحح، وينبغي إذا سمعنا السب أن نُذكّر بالله، ونعلّمه أذكار الصباح وأذكار المساء، فإن من وسائل التخلص من السبِّ والكلام البذيء هو تعليم الطفل الأذكار والكلام الطيب، والاهتمام به عندما يتكلّم بذلك الكلام الطيب، وبيان أثر تلك السباب والألفاظ السيئة، وأن الإنسان إذا فعل هذا لا يكون محبوبًا عند الله، ولا يكون محبوبًا عند الناس، ويخسر أشياء كثيرة في حياته.
نُعلِّم الطفل بمنتهى الهدوء، حتى يعرف ما هو الخطأ وما هو الصواب، فإن هذه أنجح التربية، أن يترك الخطأ لأنه خطأ، وأن يفعل الصواب على أنه صواب، راغبًا فيما عند الله تبارك وتعالى من الأجر والثواب.
شكرًا على هذه الاستشارة، ونتمنى أن يتم التواصل المستمر مع الموقع حتى نتابع مراحل الطفل، ونتابع الخطوات التي قمتم بها تجاه تصحيح هذا الخلل الذي يحدث، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.