أخشى الرسوب في الاختبارات، ساعدوني.
2020-04-19 05:54:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا في الصف الأول الثانوي، أخاف أن أحصل على درجات سيئة في الاختبار، عندما يكون هناك سؤال مهم لا يرحل من مخي وأكرره كثيرا لا أستطيع أن أعيش حياتي بسبب الخوف والقلق من الفشل أو الرسوب.
أنا الوحيد من بين أصدقائي، على الرغم من أنني أذاكر، ولكنني أشعر بالضغط الدائم والخوف، ولا أكون واثقا من نفسي، وأريد أن أستمتع بحياتي، وأحقق أهدافي.
أصلي وأدعو الله ولا أقصر في ديني.
أرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك -اابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتنمام ونسأل الله أن يكتب لك النجاح والفلاح، وأن يصلح الأحوال ويحقق لك التفوق والآمال.
سعدنا جداً بهذا الحرص على النجاح، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يحقق لك ما تريد، ونبين لك أن الإنسان عليه أن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب -سبحانه وتعالى-، ونشكر لك هذا الحرص على المذاكرة والاجتهاد وهذا مطلوب، أيضاً هذا القلق الذي يدفعك للمذكرة مطلوبة، لكن لا نريد أن يزيد عن حده فينقلب إلى ضده.
عليه أن يستقر في حياته، وينظم جدول المذاكرة، ويؤدي ما عليه ثم يطمئن بعد ذلك، لا مكان للقلق الزائد الذي يوصل الإنسان إلى الوسوسة، الذي يقعد الإنسان عن المعالي، الذي يؤثر على تواصل الإنسان مع الآخرين، وننصحك بأن تبدأ أولاً:
- بأن تنظم لنفسك جدول للمذاكرة.
- لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد.
- اجعل هذا الجدول متوازنا، بحيث تعطي نفسك حظها من الراحة، حقها من الترويح، ثم تعطي الدراسة حقها من الاهتمام المعقول.
- لا تكلف نفسك بما هو أكثر منها، إن علينا أن نسعى وليس علينا إدارك النجاح.
واعلم أن الضغط الذي تفرضه على نفسك، تحاصر به نفسك ليس فيه مصلحة، ويلحق بك الضرر والأذى، ويؤثر عليك، لا تنزعج أيضاً إذا وجدت أن ذهنك خال من المعلومات؛ لأن هذه المعلومات تحفظ في عقل الإنسان في جزء ربما يسمى اللا وعي، هذه المعلومات تخرج عند الحاجة إليها، عندما يفجئك السؤال، لذلك بعض الطلاب قد يذاكر ثم يخيل إليه إنه لم يذاكر، أنه لا يفهم شيء، لكن عند الامتحان تأتي هذه الإجابات بعد الدراسة التي درسها.
ننصحك أيضاً بأن تركز على الأشياء المهمة، تواصل مع الأساتذة، واعلم ما هي الأمور التي تحتاج إلى المزيد من التركيز؛ لأن العبرة ليست بكم ساعة يجلس الإنسان، ولكن العبرة بالدراسة والمذاكرة المثمرة، ولذلك ننصحك أيضاً بأن تحدد وأنت تذاكر الأشياء التي تحتاج إلى مراجعة، وننصحك بأن تستخدم القلم، وأيضاً تسجل بعض الأشياء صوتياً، يعني تستخدم عددا من الحواس في مسألة المذاكرة، وفي استرجاع المعلومات التي في ذهنك، وإذا بعد ذلك غابت عليك مسألة في الامتحان، فاستغفر الله واسأله التوفيق والسداد، فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان إذا صعبت عليه مسألة استغفر واستغفر حتى يفتح الله -تبارك وتعالى- عليه؛ لأن التوفيق يناله الإنسان بطاعته لله وتوجهه لله -تبارك وتعالى- وتجنب المعاصي والأمور التي تشغل عن طاعة الله تبارك وتعالى.
واحفظ بصرك، فإن المعاصي تنسي العلم كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه وأرضاه-، حدثنا أن المعاصي تنسي العلم، وكما قال مالك للشافعي لما رأى عنده الألمعي والذكاء: إنني أرى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية، كن واثقا من نفسك بعد ثقتك في ربك، والإنسان إنما يكتسب هذه الثقة من توحيده لله، ثم ببذله للأسباب، ومن أهم الأسباب هنا المذاكرة والتركيز فيها، وليس من الضروري -كما قلنا- التركيز على طول ساعات المذاكرة، ولكن أن تكون مثمرة وأن تكون مركزة، وأن يتخلل هذه المذاكرة طبعاً صلوات وجلوس مع الوالدين، وإعطاء الجسم حقه من الراحة، وحظه من الطعام، يعني هذا التنوع مهم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله -تبارك وتعالى- ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.