الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بلا اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال، ونبشرك بأن الإحساس بالخجل هو أول وأهم خطوات التصحيح والإصلاح بعد توفيق ربنا الكريم الفتاح، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُحقِّق لك النجاح والسعادة والآمال.
اعلمي -يا بنتي الفاضلة- أن طريق النجاح يبدأ بسجودنا للفتاح العليم، وبمحافظتنا على أذكار المساء والصباح، ثم باهتمامنا بأسباب الفلاح، فتوجّهي إلى مَن بيده الخير، وهو على كل شيءٍ قدير.
وقد شكا الإمام الشافعي إلى شيخه وكيع بن الحراج سوء الحفظ فأرشده بما يلي:
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ... فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي.
وأنبأني بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ... ونورُ الله لا يهدى لعاصي.
والشافعي والكرام لم يكونوا مثلاً، ولكن ذلك دليل على ورعهم وخوفهم من الذنوب وآثارها، والتي منها عدم التوفيق، ومن ثمارها سوء الحفظ ونسيان العلم، كما قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تُنسي العلم)، وعندما لاحظ الإمام مالك - رحمه الله - توقدًا ذهنيًا وألمعية وذكاء عند الشافعي - وكان وقتها طفلاً - قال له ناصحًا: (إني أرى على قلبك نورًا فلا تُطفئه بظلمة المعصية).
وأرجو أن تكون بداية التصحيح بالالتزام بالحجاب الشرعي وتجنب الأشياء الضيقة، لأنها سبب للضيق والتوتر، وأخطر من ذلك أنها تجلب للفتاة الذنوب، لأنها تفتن غيرها أيضًا، ونحن إذ نشكر لك محاولات التصحيح ندعوك إلى المسارعة في تصحيح الأوضاع، وقد أحسنت فالموت ليس له وقت محدد، والسعيدة هي من يأتيها الأجل وهي على طاعة وتوبة.
وتعوذي بالله من مجرد التفكير في الانتحار، فإنه يجلب غضب العظيم القهار، ونظمي وقتك، وتواصلي مع معلماتك، وانتبهي في دراستك، وثقي بأنك قادرة على النجاح بحول الله وقوته، واعلمي أن تفادي الرسوب يكون بتفادي أسبابه، والتي منها الإهمال، وتعوذي بالله من العجز والكسل.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك الهدى والتوفيق والسداد والنجاح.
وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للتفكير في الانتحار: (
2240168 -
15807 -
2364663 -
2294112) وسائل التوبة الصحيحة: (
54902 -
254887 -
293842 -
2131236).
والله الموفق.