ما حكم رفض الفتاة من تقدم لخطبتها؟ وما هي مخاطر الزواج من النت؟
2005-09-01 11:25:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
الإخوة الكرام العاملون بالموقع، أطرح عليكم مشكلتي، وأرجو أن تعطوني الجواب السليم والقاطع؛ لأني أنا أراها متكررة، ولكن ربما بزوايا أخرى، ولقد حاولت من قبل في مواقع أخرى، ولكنهم لم يردوا علي بالرد القاطع لمشكلتي، وأعطوني حلاً لمشكلتي من خلال مشاكل مشابهة لمشكلتي، ولكنهم لم يردوا علي حول مسألتي الخاصة، وهي تتلخص في شقين:
الشق الأول: تكمن في أنني لم أتزوج حتى الآن، وقد تقدم لي أكثر من شخص وكانوا غير مؤهلين لأن أرتبط بهم، وتم رفضهم، وضاق بي الأمر، خصوصاً عندما تقدم لي شاب ورفضته، وشعرت بالذنب لرفضي له بأني أضعت على نفسي فرصة في الزواج، ولكن لي حجة في رفض ذاك الشاب، خصوصاً وأنه أخفى علي شيء يتعلق به، وهو أن لديه نوع من أنواع الإعاقة، ولم يصارح أهلي بذلك عندما تقدم لخطبتي، وعندما تم السؤال عنه من قبل الأهل علمنا بأمره، وأنا من يومها أشعر بالذنب لرفضي له، فهل أنا حقاً اقترفت خطأً برفضي لذاك الشاب، لكون لديه نوع من الإعاقة؟
الشق الثاني: اشتركت في إحدى مواقع الزواج بالنت، وقد تعرفت على شاب من بلدي، وتمت المراسلة بيننا، والحديث عبر الماسنجر، ولكنه لم يراني عبر النت، وأنا بصراحة في خوف شديد وفي تردد؛ لسببين، الأول: أن أهلي لا يعلمون بذلك، وكنت أنوي أن أعلمهم في حالة ما إذا تقدم لخطبتي.
والسبب الثاني: أنه طلب أن يراني أولاً ويتقدم لي فقط إن أعجبته.
فما مدى حكم الشريعة في مواقع الزواج عبر النت، هل تجوز شرعاً؟ وهل الاشتراك فيها يعد إثماً، وكذلك التعامل معها في اختيار شريك الحياة المناسب؟ وهل أستمر في مسألة التعارف وأقابله هذا الشاب؟
وفي حالة أني غيرت رأيي عن الاتصال به أخشى أن يؤذيني أو يهددني.
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
شكراً على هذا السؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، ومرحباً بك في موقعك ومع أخوةٍ لن يبخلوا عليك بخالص النصح وصادق التوجيه.
بالنسبة للنقطة الأولى: لا حرج في هذا الذي قمت به، ومن حق الفتاة أن ترفض من أرادت؛ لأنها سوف تعيش مع الشخص حياةً طويلة بأفراحها وأتراحها، ولن تسعد إلا مع شخص ترتاح إليه وتجد في نفسها قبولاً له من كافة الجوانب، والأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، لكن المرفوض هو التجريح والإساءة والتنقيص من شأن الرجل المتقدم، والتكلم عن عيوبه وفضحه أمام الناس، ولذلك لا بد أن يكون الرفض بأدبٍ واحترام لمشاعر الناس، وليست الإعاقة عيباً لأنها من الله، ولكن لم يكن من حقه أن يخفي مثل هذه الأشياء، ومن واجبنا أن نحسن التعامل، وليس من الضروري أن نقول له نحن رفضناك لأنك معاق، ولكن الصواب أن نحسن الاعتذار، ونتلطف في الرد، وللفتاة أن ترفض من غير أن تذكر السبب، فهذا أمرٌ يخصها، وقد ضمنته لها الشريعة، فالبكر تستأذن وإذنها صماتها، والثيب أحق بنفسها لأنه خَبِرت الرجال وعرفتهم.
وعليه، فإنني أقول لك: من حقك أن ترفضي بسبب وبغير سبب إذا لم ترتاحي للمتقدم لخطبتك، ولكن ليس من حقك إظهار عيوبه والحديث بها بين الناس، وإذا سألك إنسان فيكفي أن تقولي: ما صار نصيب؛ أو نحو ذلك من الكلمات المختصرة، ولا تجعلي رفضك بسبب الإعاقة، واعلمي أن العبرة بصلاح الدين، ومن المصلحة أن تُبنى الحياة الزوجية على الوضوح والصدق.
أما بالنسبة لموضوع الزواج عبر الإنترنت: فنحن نحذر إخواننا من الوقوع في شباك العابثين الذين يعبثون بمشاعر البنات، وينتقلون من ضحيةٍ إلى أخرى بعد أن ينالوا بغيتهم ويصلوا إلى أهدافهم السيئة.
ولا بد من تصحيح هذا الوضع، والاستغفار من الأخطاء التي حدثت، ولا توافقي على مقابلته إلا عن طريق أهلك وبوجود محارمك؛ فإن العواقب لا تؤمن، وإن كان صادقاً فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وعند ذلك يستطيع أن يراك كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- من خطب امرأة أن ينظر إليها.
والصواب أن تطلبي منه المجيء إلى داركم مثله مثل أي رجل يرغب في الزواج، وبيني له أنك لا تستطيعين مقابلته إلا وفق الضوابط الشرعية، وأن أهلك كذلك لا يقبلون إلا بهذه الطريقة، واعلمي أن الكلمات الطيبة والألفاظ الحلوة يجيدها كل الذئاب، وما أكثر الضحايا من البريئات، فخذي حذرك واتقي الله.
والزواج عبر الإنترنت فيه عدد من المخالفات، وفيه خطورة على الفتيات، وهؤلاء الشباب إذا وجدوا فتاة متدينة أظهروا لها التدين والورع، وإن وجدوا غافلة كلموها عن الغناء والمجون، فهم يتلونون حسب مزاج الضحايا، فلا تفكري في مقابلته، ولا تخافي من تهديده، ولا تستجيبي لوعيده، واطلبي مساعدة أهلك عند الضرورة، واعلمي أنهم جبناء، ولا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، فتوكلي على الله وتوجهي إليه فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
وبالله التوفيق.