أعاني من الرهاب الاجتماعي، أرجو المساعدة
2019-03-19 09:43:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أعاني من مشكلة متعبة جدا وهي الرهاب الاجتماعي، فحينما أقع في مشكلة أشعر برعشة في جسدي وخاصة في الركبة، وتزايد في ضربات القلب وتعرق، وأحيانا ثقل باللسان، وهذا الشيء يزعجني جدا، فعندما كنت صغيرا كنت العكس تماما، وكنت لا أهاب أحدا، وإذا دخلت في مشكلة ولو مع عدة أشخاص لا أهابهم، والآن وصلت لما أنا عليه، وإذا كان التركيز علي في تقديم العمل أشعر بالأعراض ذاتها تقريبا.
ساعدوني فقد أصبح لا يمر يوم تقريبا بدون أن أواجه هذه الأعراض المزعجة التي تحزنني، وتجعلني أفكر أنني ضعيف، وسمعت عن دواء السيروكسات، هل تنصحني به؟
والمشكلة الثانية: أحيانا حينما يستهزأ بي أصدقائي في العمل من باب المزح أشعر أن عيني ستدمع، وهذا الشيء يحرجني جدا ويغضبني، فقبل عدة سنوات كان الناس يشتكون من قوة مزاجي، والآن أصبحت هكذا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنت تعاني من اضطراب اجتماعي -أخي الكريم- وهو مرض، ومنتشر بصورة كبيرة في المجتمع، وطالما كان كذلك فهو مرض وليس جزءًا من شخصيتك.
تحتاج إلى علاج، وعلاج هذا الاضطراب الاجتماعي علاج دوائي وعلاج نفسي، والعلاج النفسي هو العلاج السلوكي المعرفي، يحصلُ تحت إشراف معالج نفسي، يُساعدك في مواجهة هذه المواقف بالتدرُّج من خلال جلسات نفسية، يملِّكُك فيها مهارات المواجهة، وفي نفس الوقت يعلُّمك الاسترخاء، واتضح في علاج الرهاب الاجتماعي أن العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي هو أفضل من العلاج الدوائي وحده.
والعلاج الدوائي يشمل عدة أدوية من ضمنها الزيروكسات الزيروكسات من الأدوية الفعّالة في الرهاب الاجتماعي، وهو طبعًا من فصيلة SSRIS، وجرعته الزيروكسات العادي عشرون مليجرامًا، والزيروكسات CR جرعته خمسة وعشرون مليجرامًا، وفي كلتا الحالتين ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واصبر لفترة لا تقل عن ستة أسابيع إلى شهرين، حتى يُحدث الدواء مفعولاً، وتبدأ هذه الأعراض -أعراض الرهاب الاجتماعي من قلق وتوتر- في الزوال، ثم بعد ذلك يجب عليك أن تستمر في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعدها يجب سحب الدواء بالتدرُّج، الزيروكسات إذا تم التوقف منه فجأة تحصلُ منه أعراض انسحابية، قد تكون مُقلقة وشبيهة بأعراض القلق والتوتر، ولذلك دائمًا ننصح بالتوقف عنه بالتدرُّج.
وكما ذكرتُ الأفضل لك أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي، وفي هذا يكون العلاج من الرهاب الاجتماعي أفضل ولا تحتاج إلى جرعة كبيرة من الأدوية، وأيضًا عند التوقف من الأدوية لا ترجع الأعراض مرة أخرى أو لا تحصل انتكاسات.
وفقك الله وسدد خطاك.