الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yousef33 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، ورسالتك رسالة واضحة، وقد عبَّرتَ فيها عمَّا يجيش في نفسك وذاتك، وقطعًا التفكير السلبي يسيطر عليك، هذا واضح – أخي الكريم – وهذا غالبًا يكون ناتجًا من عُسر مزاجي.
قطعًا تعرَّضت لصعوبات في مراحل التنشئة، وهذا قد يكون ترك جراحات وخدوشا في تكوينك النفسي، لكن الإنسان يمكن أن يتطور ويمكن أن يتغيَّر. أنت الآن في بدايات سن الشباب، والله تعالى حباك بطاقات عظيمة، وفي هذا الكون – أخي الكريم – كل شيء خُلق بثنائية عجيبة وعظيمة، فالحزن يقابله الفرح، والشر يقابله الخير، والفشل يقابله النجاح، والاستكانة والاستسلام يُقابلها الإصرار، والعزم والقصد، وهكذا.
في بعض الأحيان يُهيمن الفكر السلبي على الناس، ممَّا يُدخلهم في مرحلة نفسية تقلّ فيها الطموحات أو تكاد تكون معدومة، ويعيش الإنسان مع الضجر والكدر والإحباط، لكن الإنسان حين يُدرك هذه المرحلة يجب أن يُغيِّر نفسه، ولا أحد سوف يُغيِّره، {إن الله لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
أخي الكريم: أنا أعتقد أن مشاعرك سلبية لا بد أن تُغيِّرها، وهذا ليس خداعًا للنفس، وكما نقول دائمًا: الإنسان من الناحية السلوكية هو أفكار ومشاعر وأفعال.
ابدأ بالأفعال، أولاً: يجب أن تكون مفيدًا لنفسك، هذا مهمّ، واجباتك نحو نفسك يجب أن تؤدَّى، الأشياء البسيطة، النوم في وقت النوم، النظافة الشخصية، الصلاة في وقتها، التغذية السليمة، الترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، أشياء بسيطة جدًّا لكنّها هي اللبنة التي يجب أن ينطلق منها الإنسان الذي يحس بالإحباط والفشل.
أخي الكريم: ابدأ بأن تجعل لنفسك مشروع حياة، حتى وإن فقدت نصيبك أو حظك في التعليم فيجب أن تعمل، لأن قيمة الرجل في العمل.
مشروع الحياة الذي أنصحك به وسوف يفيدك هو: أن تكون بارًّا بوالديك، اسعَ لذلك، تدارس هذا المشروع، وأنزله إلى واقع التطبيق، وسوف يفتح عليك آفاق كثيرة وعظيمة في الحياة.
لا تأسَ على ما مضى، وانظر إلى المستقبل بأملٍ ورجاء، وكن حسن التوقعات.
أخيرًا: لا تنس مشروع الحياة الذي ذكرته لك، فأعتقد أنه هو البوابة التي سوف تُفتح لك من خلالها الدنيا بكل خيرها.
وللفائدة راجع الاستشارات ذات الصلة: (
234086 -
2349095 -
2161502 -
2269817).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.