معاملة الطفل بعد ولادة أخيه الأصغر
2005-08-03 10:13:04 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني في الله، مشكلتي تتلخص في الآتي:
طفلي عمره 4 سنوات، حساس جداً وعنيد، لديه أخ (10 أشهر)، زادت حساسيته وعناده مع مجيء أخيه الصغير، وما زاد الأمر سوءا ذهابه إلى الروضة، حيث تعلم الكلام غير اللائق، ويتلفظ به في كل وقت حتى أمام الآخرين، وقد حاولت معه كثيراً باللين تارة وبالتهديد أخرى وبالضرب أحياناً، لكن ما من نتيجة.
كما أنه يضربني ويقول إنني لست جيدة، فكيف أتعامل معه في ظل كل هذا مع عناده المتزايد بدون خسائر نفسية، وأيضاً مع غيرته على أخيه، وكيف أجعلهما متحابين وصديقين؟ وقد لاحظت أنه يداعب عضوه التناسلي كثيراً وأخشى أن تكون بداية لممارسة العادة السرية، فكيف أتفادى ذلك؟ ما هي السن المناسبة لتعلم القرآن؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ أم ريان حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يجعل الصلاح ميراثا في ذريتنا إلى يوم الدين.
إن هذا الطفل يحتاج إلى مزيد من العطف والاهتمام بعد مجيء أخيه الأصغر الذي يشعر أنه سحب منه البساط ولفت عنه الأنظار، وهذه التصرفات الغرض منها في الغالب هو لفت الانتباه إليه، والصواب في مثل هذه الحالات هو ما يلي:
أولاً: تهيئة الطفل لاستقبال المولود وبشارته بأن هذا الطفل يحبك وسوف يلعب معك.
ثانياً: زيادة جرعة الاهتمام والعطف بالطفل الأكبر حتى لا يحقد على المولود الجديد ويغار منه.
ثالثاً: تقديم الطفل الجديد له ليراه ويتفحصه أمام والدته حتى لا يدفعه الفضول إلى إيذائه.
رابعاً: العدل بينهما في كل شيء حتى في القبلات والاهتمام والثناء.
خامساً: تقديم هدايا الطفل الجديد عن طريق أخيه الأكبر بأن نعطيه الهدايا فنقول: خذ ما تريد وأعط أخيك الأصغر فهو يحبك.
سادساً: تنبيه الأهل على ضرورة إظهار الاهتمام بالطفل الأكبر قبل الاهتمام بالطفل الجديد حتى لا يشعر أنه خطف منه الأضواء.
سابعاً: ربط الطفل الأكبر بأبيه أكثر وأكثر، ويفضل اصطحابه إلى أماكن الخيرات حتى يقلل مدة وجوده إلى جوار أخيه ويشعره في الوقت ذاته بأنه يتميز عليه بخروجه مع الوالد وجلبه لاحتياجات المنزل وشراء هدايا أخيه الأصغر.
ثامناً: عدم القسوة عليه إذا أخطأ في حق أخيه الأصغر، ويفضل أن تكون المعالجة عن طريق طرف ثالث غير الأب والأم؛ مثل العم أو الخالة، مع ضرورة الملاطفة عند العلاج؛ كأن تقول له خالته: إذا لم تزعج أخاك الأصغر فسوف نزداد في حبنا لك لأنك ممتاز جدّاً.
أما بالنسبة للعناد فهو جزء من صفات الأطفال في هذه المرحلة وبه يتعود قول كلمة لا، ورفض بعض الأشياء، وهذا جزء من تربيته، والصواب أن لا نعطي عناده اهتماما كبيرا؛ لأن هذا يجعله يتمادى مع ضرورة فهمنا لدوافع ذلك العناد والتي منها لفت الأنظار إليه، أو الحرص على اكتشاف مكانته عند والديه.
ولا شك أن وجود الطفل مع آخرين يكسبه صفات إيجابية وأخرى سلبية، مثل تعلم الكلمات السيئة والصفات القبيحة ودورنا في المنزل هو تصفية تلك الأشياء الدخيلة والإبقاء على الأشياء الطيبة.
وأرجو أن نبدأ بإهمال تلك الأخطاء؛ فإن تمادى علمناه بحرمتها وأنها لا تليق بالأولاد الممتازين مثلك، فإذا لم ينفع ذلك فيمكن منعه من بعض الحوافز مع إشعاره ببقاء الحب له إذا ترك هذه الألفاظ، والفلاح أن نركز عنده مراقبة الله فلا نقول له: الناس ماذا يقولون عنك، هذا عيب، ولكن نقول: الله يغضب من الإنسان الذي يفعل كذا وكذا.
ولا ننصحك بضربه مهما كان، ولكن لا بأس من فرك إذنه، وتعليق السوط، ولا تتحدثي للناس عن عناده وعصيانه خاصة إذا كان موجوداً؛ فإنه عند ذلك ينتفخ ويتمادى لأن الهدف هو العودة إلى دائرة الاهتمام.
أما عبثه بعضوه وكل التصرفات الشاذة فهي تدل على حاجته لمزيد من العواطف والاهتمام، وهي دليل على تأثره بالمولود الجديد، ويمكن أن يبدأ في التبول على ثيابه أو يحاول أن يحبو من أجل أن يلفت الأنظار ويستجلب العطف المفقود، وأرجو أن نهتم بنظافة أعضائه التناسلية أيضاً.
كما أرجو زيارته في الروضة والتعرف على مدرساته وأصدقائه وتنسيق المهام بين البيت والروضة، ولا شك أن زيارته تؤثر عليه إيجابياً وتدفع أسرة الروضة إلى زيادة الاهتمام به.
وأرجو عدم الكلام عن العادة السرية حتى لا ترسخي هذا السلوك السلبي في نفسه خاصة وهو لا يدري ولا يملك ما يجعله يمارسها.
وهذا السن مناسب جدّاً لتعلم القرآن وتصحيح المخارج، فلا تضيعوا هذه الفرصة، مع ضرورة مراعاته قدراته وإمكاناته.
والله الموفق.