أفكر في أشياء كثيرة قبل وقوعها، كيف أتخلص من تلك الأفكار؟
2018-12-05 08:54:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أهديكم أطيب تحياتي مع دوام التوفيق والنجاح، وكل الشكر على ما تبذلونه من مجهود عظيم، وأسأل الله أن يجزيكم كل خير ويسعدكم ويطمئن قلوبكم، وفي ميزان حسناتكم.
عمري 33 سنة أعزب، أتعالج منذ 11 سنة في الطب النفسي، منذ عام 2008، وملتزما بالعلاج من غير أي انقطاع، وأراجع الطبيب النفسي كل شهرين بشكل منتظم، أحب الأطفال جدا، وأحب مجالسة الأهل، وعلاقتي الاجتماعية قلت بشكل كبير منذ عامين، وتم تشخيص حالتي من قبل الطبيب كالتالي:
اضطراب القلق (خاصة اضطراب الوسواس القهري):
Anxiety Disorder mostly obsessive compulsive disorder
اضطراب اكتئابي رئيسي: (Major Depressive Disorder)
أول سنة من العلاج كنت آخذ أفكسور 75 ثم 150، ومن ثم 225 وتم تغيير العلاج لسيبرالكس 20mg بسبب الآثار الجانبية لافكسور.
استمريت 6 سنوات على سيبرالكس -والحمد لله- أكملت دراستي الجامعية وتخرجت بتفوق، وحالتي من غير مبالغة كانت أفضل من أي إنسان طبيعي لا يأخذ العلاج.
فجأه قبل سنتين بالضبط انتكست من غير أي سبب، وكل علامات الاكتئاب الشديد رجعت لي، كالبكاء من غير سبب، وفقدان الشهية، وصعوبة في النوم، وفقدان الثقة بالنفس، والانعزال وفقدان الرغبة والاستمتاع بجميع أمور الحياة.
أخبرت الطبيب بذلك، وعلاجي ببروزاك (فلوكستين) لمدة شهرين، لكن لم يناسبني الدواء نهائيا، وكان يسبب لي تقلبات حادة في المزاج، وعدم القدرة على اتخاذ أي قرار، على سبيل المثال: كنت أتردد للذهاب لصالون الحلاقة، أو مشاهدة فلم في السينما، وأحيانا كنت أجبر نفسي على اتخاذ قرار وأخرج من المنزل بسيارتي، وأنا في طريقي أعود إلى المنزل بكل بساطة، وبعدها تم تغيير علاجي مرة أخرى كالآتي: زولوفت (سيرترالين) 50mg مساء، ويلبوترين (بيبربيون) 150mg صباحا، -والحمدالله- بعد شهرين شعرت بتحسن كبير، بالرغم من الألم الذي سببه لي الويلبوترين في أول أسبوعين بسبب آثاره الجانبية كالأرق، وكنت آخذ ربع حبة ريمارون قبل النوم للقضاء على الأرق، استمريت على العلاج سنة ونصف، ومن ثم قطعت الويلبترين تدريجيا وداومت على الزولفت 50mg لمدة ستة أشهر، وللأسف كنت أشعر بأن حالتي تتدهور تدريجيا، وذلك بعد ملاحظتي بتردد أفكار ليس من شأني التدخل فيها، بالإضافة لعدم قدرتي على التحكم بها.
رفع الطبيب جرعة الزولفت إلى 100mg، وبعد مرور 4 أسابيع ظهرت الآثار الجانبية للدواء كالإسهال وقلة النوم، وزيادة نبظات القلب وفقدان الشهية، وعليه تم تخفيض الجرعة إلى 75mg -والحمد لله- الجرعة كانت ملائمة، واختفت جميع الآثار الجانبية بشكل فوري.
استمريت على جرعة 75mg لمدة شهرين، وتحديدا منذ شهر رفعت الجرعة إلى 100 mg صباحا مرة أخرى بعد توصية من الطبيب، ورجعت الآثار الجانبية حاليا بشكل أخف من قبل، أعاني فقط من تسارع نبضات القلب فجأه بعد النهوض من النوم في فترة الظهر، بعد عودتي من العمل، علما بأن الله أنعم علي، وأحافظ على صلواتي، وأحب عملي جدا.
السؤال: هل أستمر في الجرعة 100mg؟ وإذا كانت الإجابه بنعم، إلى متى ستستمر الأعراض الجانبية لزيادة الجرعة، وهل حالتي ستتحسن -بإذن الله- وسترجع بهذه الجرعة كما كنت سابقا على دواء سيبرالكس؟
حاليا أشعر بزيادة الوساوس الفكرية، هل هذا بسبب زيادة الجرعة، ومن علامات فعالية الدواء؟ منذ شهر أشعر أحيانا بعدم الأمان، وأفكار لماذا نحن خلقنا؟ وفي كل مرة أحقق هدفا تأتيني أفكارا، وماذا بعد ذلك، وحاليا أربط أي شيء بموقف حدث لي، سواء إيجابي أو سلبي، هل هذا بسبب الوسواس؟
عندما أرى أبناء أختي وأخي تراودني أفكار متى سيدخلون الجامعة، ومتى سيتخرجون منها، ومتى سيحصلون على وظيفة؟ تراودني أفكار ماذا سيحصل بي في حال فقدت شخصا عزيزا، هل هذا وسواس أم قلق، أم ماذا؟
أكون عصبيا جدا في المواقف التي تنرفزني، وأكون جريئا بصورة خيالية، ولا أهاب من شيء بتاتا، بالرغم من محالولاتي المتكررة بتمالك أعصابي لكن دون فائدة، وبعدها أتعب جدا من لوم نفسي حتى إن كان لي حقا وكان الخطأ من الطرف الآخر.
عندما أمر في أي موقف وأتمنى بأن يحصل الشيء الذي أرغب فيه، وبعد تجاوز الموقف يستمر التفكير فيه كأنني لم أحقق شيئا بعد، فالتفكير المستمر بأشياء لا تعنيني، ودائما أتسائل كيف يحدث، ولماذا يحدث؟ ودائما أضع نفسي مكان الآخرين، وأقول: ماذا لو أنا في هذا الموقف؟ أفكر في أمور مثلا: إذا حصل لي شيئا أو أخطأت، هل سيساعدني هذا الشخص؟
مثال: مسؤولي في العمل: هل سيسامحني إن أخطأت أو تأخرت رغم أنني أكثر إنسان ملتزم؟
السموحة منكم على الإطالة، وكلي أمل بأن ألقى اهتمامكم وعنايتكم كما عودتمونا، وفي انتظار ردكم بأقرب وقت لو تفضلتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الآثار الجانبية عادة تكون في الأسبوعين الأولين، وبعد ذلك تختفي في معظم الأحيان، ولذلك دائماً نحن نبدأ بجرعة صغيرة لكي لا تكون هناك أعراض جانبية، الأعراض الجانبية دائماً مربوطة بالجرعة -يا أخي الكريم-، وهناك أعراض انسحابية عند التوقف من الدواء في النهاية، ولكن لا نسمي هذه أعراض جانبية، بل نسميها أعراض انسحابية لانسحاب الدواء إذا تم انسحابه بدون تدرج.
إن شاء الله حالتك سوف تتحسن، وأنا لفت نظرك إلى أنه مع العلاج الدوائي عليك بعلاج نفسي، وبالذات علاج سلوكي معرفي فهو فعال في علاج الوسواس، بل بعض الأطباء يقولون أن علاج الوسواس هو العلاج السلوكي وليس العلاج بالأدوية، ولكن علي أي حال الأدوية الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي أثبت أنه أفضل من العلاج الدوائي لوحده.
أما بخصوص الأدوية التي تتعاطها الآن فالزوالفت هو فعال في الوسواس القهري، ولكنه ليس بذات الفاعلية في القلق والتوتر هذا قد يفسر لماذا عندما توقف الولبيترين أو خفضته عادت إليك أعراض القلق والتوتر، لأن الزوالفت ليس فعالا في علاج القلق والتوتر، ولكنه فعال في علاج الوسواس القهري، على أي حال -كما ذكرت لك- يجب أن يكون هناك علاجا نفسيا سلوكيا معرفيا مع هذه الأدوية وإن شاء الله هذا هو الذي يساعد في الشفاء والتعافي والتوقف عن الأدوية في وقت ما.
وفقك الله وسدد خطاك.