أبي قلب حياتي جحيما بسبب إدمانه الخمر والمواقع المحرمة.. ما نصيحتكم؟
2018-11-28 05:46:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا فتاة، أبلغ من العمر 16 سنة، أعاني من مشكلة عائلية ألا وهي أبي، فقد قلب حياتي أنا وأمي وأخواتي جحيما، فهو مدمن كحول منذ 20 سنة، ومدمن فيسبوك، ومواقع إباحية، وعصبي جدا، وفاحش اللسان، ودائم الكفر بالله، ولا يصلي، وأحيانا يفطر برمضان، إذا غضب يفرغ عصبيته في زوجته وبناته بالضرب أو الشتم، لقد كرهته من دون إرادتي، لكنني أطيع أوامره، لكن بدون رغبة.
إضافة إلى أنني محرومة من أبسط الأشياء التي يقوم بها الناس من حولي، وذلك لعدم اهتمام أبي بنا من جانب الترفيه، أو أي شيء آخر ما عدا الأكل أو الشرب، ودفع بعض التكاليف، لقد مللت وأصبحت غير قادرة على التحمل، فلكوني عشت في وسط كهذا فوضعي النفسي دائما (كارثة).
أصبت بالاكتئاب الحاد لعدة مرات، والوسواس القهري أيضا، لكنني تجاوزت ذلك بالصلاة والدعاء، وأخبركم أني أنا الوحيدة التي تصلي في البيت، أنصحهم، لكن لا حياة لمن تنادي، لكنني دائمة الدعاء بأن يهدي الله أبي ويهديني ويهدي إخوتي وأمي.
أنا الآن أواجه مشاكل في الدراسة، فقد استصعبتها كثيرا، ونتائجي لا تتناسب مع مجهوداتي، وأنا خائفة من المستقبل بكل جوانبه، أحس أن كل الأبواب قد أغلقت بوجهي، ولا أظن أنه لا زال لدي صبر وطاقة لتحمل المزيد، فلطالما كانت لدي هموم تفوق عمري.
انصحوني في الله، أرجوكم وادعوا لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rayane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اعلمي – ابنتي الفاضلة – أن الحياة الدنيا طبعت على الابتلاء قال الله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، فاستحضري عقيدة الإيمان بالقدر قال الله تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، والرضا بالقضاء قال الله تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، ووعده تعالى الصابرين بعظيم الثواب والجزاء يوم اللقاء، قال الله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
- وقد كتب الله أن يبتليك بوالدك، حيث الاختلال الكبير في دينه وأخلاقه على النحو الذي ذكرت، فجميل منك أن تراعي حدود الله تعالى في وجوب طاعته بالمعروف كما أمر الله تعالى، ولو كان الوالدان مشركين: قال الله تعالى: (وبالوالدين إحسانا)، قال الله تعالى: (وصاحبهما في الدنيا معروفا), فالذي أنصحك به المحافظة على طاعته وخدمته، والتحبب إليه قياما بالحق الشرعي، ووسيلة لتحقيق هدايته فـ (الإنسان أسير الإحسان).
- احرصي على توفير سبل الهداية لديه بتوفير الكتاب والشريط الإسلامي والدفع به بهدوء وحكمة إلى متابعة المحاضرات والبرامج المفيدة والدخول معه بحوار مناسب متحرية الوقت والمكان والظرف المناسب, ويمكنك الاستعانة بمن تأنسين منهم العلم والحكمة في نصحه وتذكيره بحقوق الله تعالى وحقوق الأسرة.
- ليس من الصواب الحكم عليه بالكفر لمجرد زلة لسان أو تهاون أو قطع للصلاة، وإن كانت أعظم أركان الدين وأول ما يحاسب عنه الإنسان يوم القيامة؛ فتركها من أعظم الكبائر والآثام، لكن جمهور العلماء لا يرون تركها كفراً أكبر مخرجا عن الملة مما يستلزم الاعتبار.
- تذكري محاسن والدك وأن عيوبه وتجاوزاته الشرعية إنما هي نتيجة التربية الخاطئة والبيئة والصحبة السيئة، وهذا التفهم مما يحملنا على رحمته لا على كراهيته، وإنما كراهية أفعاله الخاطئة.
- احرصي على تشجيع والدك على الخير بالشكر والهدية ونحوهما، وعدم التعامل معه بجفاء وغلظة وهوني عليك في مشاعر الأسى والحزن، فمازلتِ صغيرة وطريق الخير والسعادة مشرعا لأمثالك من الطيبات والإنسان لا يحمل وزر غيره فليس عليك ذنب غيرك، وإنما الدعاء والحب والرحمة وحسن الظن والرجاء.
- واحذري أن تصابي باليأس والقنوط من رحمة الله تعالى ورجاء عفوه ومغفرته: قال الله تعالى: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، قال الله تعالى: (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) والعبرة بالخواتيم.
- أوصيك بالثبات على ما أنتِ عليه من طاعة وذكر وخير مع التركيز على تنمية قدراتك ومهاراتك العلمية والعملية للنجاح والتفوق بدراستك والسعادة في حياتك والاهتمام الزائد بالدعاء ومحاسن الأخلاق بما تشتمل عليه من لزوم الصبر والحلم والتواضع والحكمة وحسن الظن بالله تعالى وتعزيز الثقة بالنفس والأمل والطموح والتفاؤل قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك, واستعن بالله ولا تعجز).
- أسأل الله أن يفرج همك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويحقق أمانيك في الخير، ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة.