الوسواس القهري كيف أتخلص منه؟
2018-11-11 07:10:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التزمت على الصلاة منذ 8 أشهر تقريبا، وبعد ذلك أصبت بمرض الوسواس القهري الشديد في كل شيء مثل: النظافة، والملابس، وعدم الثقة في النفس، فأحيانا لا أستطيع تحمل نفسي وأبكي من تصرفاتي، لقد استحوذ الوسواس على جميع أفكاري، لا أستطيع أن أفكر في شيء إلا وأتى الوسواس، فأحيانا أحاول إجهاده وأتجاهله فأصاب بتوتر شديد.
أحيانا يوسوس لي ويقول: أترك صلاتك وارجع مثل السابق أي قبل الالتزام في الصلاة وترك المعاصي، يريدني أن أعود ولكنني لن أترك صلاتي أبدا حتى لو لازمني الوسواس طوال حياتي.
أتمنى أن تساعدوني في التخلص من هذا الوسواس من أجل التركيز على مستقبلي ودراستي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الوساوس من الشيطان، والشيطان يحاول ما استطاع أن يصدك عن سبيل الله ويصرفك عن طاعة الله، وأعظم ما يعينك على التغلب على هذه الوساوس أن تعلم أولاً أن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، غني عن عبادتهم، وأن سبحانه إنما شرع العبادات لما فيها من مصالح هذا الإنسان وتزكية روحه وإدخال السعادة إلى قلبه، أما هو سبحانه وتعالى فهو غني عن العالمين كما قال سبحانه: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد).
ومن رحمته سبحانه وتعالى بهذا العبد أن شرع له كل أسباب التيسير والتسهيل لأداء العبادات، ومن هذه الشريعة الإعراض عن الوساوس وأن لا يبالي بها الإنسان المؤمن مهما حاول الشيطان أن يظهرها لك في مظهر الحرص على الدين والحرص على الطهارة أو الحرص على أن تكون الصلاة صحيحة كل ذلك من كيد الشيطان ومكره.
أنت مطالب -أيها الحبيب-: بأن تتعلم أحكام الدين: كيف تتوضأ؟ وكيف تصلي الصلاة التي تصح عند الله تعالى؟ فإذا أديت العبادة على هذا النحو لا تلتفت إلى هذه الوساوس مهما بلغت، وهذا الإعراض عن الوساوس والإنصراف عنها هو علاجها الوحيد، مع دعاء الله سبحانه وتعالى أن يخلصك منها والاستعاذة بالله تعالى من شر الشيطان، وكلما وسوس لك الشيطان بأن طهارتك مثلاً انتقضت لا تلتفت إلى هذه الوساوس وابقى على الأصل أن الطهارة لم تنتقض، وإذا وسوس لك بأنه أصابتك نجاسة لا تلتفت أيضاً إلى هذه الوساوس وهكذا تفعل في عبادتك كلها، فإذا سرت على هذا الطريق فإنك ستتخلص منها بإذن الله، وسيشفيك الله تعالى منها.
نسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق.